مقدمة و تعريف:
ان جعرافية و جيوبولوتيك مدينة شنگال الجبلية لم يجعلها سهلة الرضوخ للاعداء فهي شامخة طوال التاريخ. وتعلو السهل المحيط بنحو الفي قدم (600) م . وتعتبر المدينة الوحيدة في العراق تحتوي على الجبل والسهل والصحراء والوديان. وتأتي في اوائل اقدم المدن حيث يمتد تاريخها الى اكثر من ستة الاف سنة وبما اثبتتها المنحوتات والاواني الحجرية وادوات الحفر الزراعية وغيرها.وأحيانا يطلق عليها اسم (سنجار) نسبة الى أسم الجبل ضمن قمته أطلقت الصواريخ على اسرائيل.والمدينة مهمة من الناحية الجغرافية فهي المثلث الذي يربط العراق بكل من سوريا وتركيا و الى اوروبا وبالعكس كذلك.
وبطبيعة الحال فان اقليم كوردستان هو المحاذي لهذا الحدود وهو المستفيد طبعا ومن جانب اخر فان هذا المثلث يربط ثلاث اجزاء من كوردستان الكبرى ببعضها وهي اقليم كوردستان الحالي من الجنوب (كوردستان الجنوبية) مع كوردستان الشمالية(تركيا) وكوردستان الغربية (سوريا).
تاريخ شنگال الماساوي
وتبدا التاريخ الماساوي بصدور الفرمان بالابادة الجماعية وذلك بتاريخ 3/8/2014 فهذا التاريخ هو تاريح بشع يندى له جبين الانسانية ويقشعر منه الضمير الانساني الحي.صحائف سوداء… وجرائم منكرة… ومجازر رهيبة… وفضائح مهولة… فاقت بوحشيتها جرائم طواغيت العصور،فقد طالت ايادي الاشرار الخبيثة مدينة شنگال والنواحي والمجمعات السكانية التابعة والتابعين لها من الديانة (الازادية) اي( الخالق الله).
فمن اراد ان ينظر الي بعض تلك الجرائم فليقرأ تاريخ الحكام الذين حكموا باسم الاسلام فامتلأ التاريخ الاسلامي بصفحات سوداء وعمليات ابادة بحق الايزيديين وفي كل المراحل التاريخية بدءأ من الفتوحات الاسلامية في زمن الخلفاء الراشدين الى السلاطين العثمانيين الذين حكموا فيها حقبة من الزمن،والذي ينظر للماضي بعين الحاضرلايجد الفرق في جرائم قام بها (داعش) الابنة الشرعية للفرقة الوهابية المنحرفة وعقيدتها الفاسدة.
استمرار المسلسل الدموي وتسهيل دخول الدواعش الى قرينة شنگال ،والغريب ان هذه الجريمة حدثت في عصر العولمة حيث منح داعش الضوء الاخضر باحتلال المدينة وغزو المناطق الكوردستانية والمكون الايزيدي لاسباب ذكرتها في المقدمة ومنها الخلاف الديني والقومي.وفي اغلب الاحيان تكون الجغرافية والدين سببين رئيسيين لانتهاج سياسة همجية وقاسية تجاه الايزيديين. وتشير المصادر التاريخية الى ان المحتلين لهذة المدينة حاولوا بشتى الطرق وطوال التاريخ ابادة هذه الديانة واستئصال الائيزديين عن بكرة ابيهم. ومؤخرا افادت البيانات من(مكتب المخطوفات) ان عدد الايزيديين في العراق كان بحدود (550000)ألف نسمة وان عدد النازحين منهم جراء اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم بلغ (360000) الف نازح الى المناطق الامنة في كوردستان وبالتحديد محافظة دهؤك.
واضاف بيان مكتب المخطوفات ان عدد القتلى في الايام الاولى من الهجوم بلغ (1293) قتيلا. وان عدد الايتام التي افرزتها هجمات التنظيم التطرف بلغ (2745)يتيما. وكشفت الشؤون الايزيديين بان عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان هو (80) مقبرة جماعية اضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية.
واوضحت الاحصائية ان عدد المزارات والمراقد الدينية التي فجرها تنظيم داعش بلغ (68) مزارا. فيما لفتت مديرية شؤون الايزيديين الى ان عدد الايزيديين الذين هاجروا خارج البلاد تصل بنحو (100) ألف ايزيدي.
وجاء في البيان كذلك بان عدد المختطفين بلغ ما مجموعه :
6417 مخطوفا منهم : 3548 من الاناث و 2869 من الذكور
واشار البيان الى ان مجموع الناجيات و الناجين من قبضة داعش لحد الان بلغ (3371) ناجيا منهم:
1165 ناجية من الاناث
337 ناج من الذكور
979 طفلة ناجية
893 طفل ناج
ان هذه البيانات و الارقام تدل على جسامة وبشاعة الحادثة وتداعياتها واثارها المؤلمة من الدمار و الخراب الذي أصاب المدينة وتحطيم الاسرة والاثار النفسية والمستقبلية لدى الاجيال الجديدة وكذلك اثار التهديم للدور والمراقد والمزارات الدينية الايزيدية وتكالب قوى الظلام والتكفير التابعة لما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق و الشام. وفتحهم جبهات حرب شرسة في جنوب و غرب كوردستان بدعم و مساندة دول اقليمية معروفة وتشريد مئات الالاف من سكان القرى والمدن من مناطق سكناهم ليصبحوا لاجئين في الشتات.
فإن القيادة الكوردستانية في (اقليم كوردستان) يجب عليهم تحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية والاجتماعية جراء كل ماحدث ويحدث في المستقبل القريب وإعادة حساباتها في التعامل مع التحالف الدولي ضد الإرهاب واعتبار كوردستان جزءاً من هذا التحالف مع امريكا،ان التاريخة لن يتكرر والفرصة لاتعوض لذا نتوسل ايديكم حل الخلافات الجانبية الحزبية الضيقة الى متى يبقى البغير على التل.
في الختام علينا كائيزديين وكوردستانين ان نحكم العقل والمنطق في الفرمان الاخير والظروف الغامضة التى وقعت على راسنا والمصيبة الكبرى التي اصابه اهلنا، والاستفادة منها بحنكة سياسية،وهنا لا يخفى على أحد، أن أولى ثمار هذا التعامل كان وقوف قوى التحالف الدولي إلى جانب الكورد في حربهم ضد الدواعش حيث كانت طائرات التحالف تدك أوكار الغزاة والمرتزقة ،يجب ان لاننسى الدور المشرف لاهالينافي دهوك وزاخو واربيل والسليمانية والقياة الحكيمة للمرجع القومي الرئيس مسعود البارزاني في تحرير كوباني وجبل شنكال من رجس الطغاة الأوباش،و اقرار برلمان اقليم كوردستان الهجوم الذي نفذه تنظيم “الدولة الاسلامية” ما يسمى بـ”داعش” على مناطق الايزديين،واعتبار الثالث من شهر آب اغسطس من كل عام يوماً لإحياء ذكرى الابادة الجماعية بحق الائيزديين.
وفي الاخير لايسعنا هنا ان نبارك قيادتنا الحكيمة وعلى راسهم المرجع القومي الرئيس مسعود البارزاني والكورد و الكوردستانيين في اسبوع الاعياد عيد القوربان يحيون هذا العيد المسلمين والائيزديين وعيد مربعانية الصيف الائيزدية لمدة ثلاثة أيام بالتجمع في معبد “لالش و لنتضرع جميعاً الى الله بالصلوات في العيد لاطلاق المخطوفات والمخطوفين الائيزديين وبالدعاء ان تعم السلام ولامن والاستقرار والتعايش في العراق وكوردستان..
مشاهدة 2836
|