شعر: بدل رفو
على رصيف فارغ
ضامخ بمكابدات الزّمن،
لا الحمام يقتات على الزّاد
ولا البشر تحركهم حياة
مدينة فارغةَ!!
صبّاغ أحذية..
طاعن في السّن ينتظر زبونا
يُلمّع حذاءه
يتصفّح جريدة اليوم
ويتصبب عرقا ،
عسى تحرّر راتبه التقاعدي
دون ذلّ
حرّ هو
يصارع عوالما في أعماقه
حيث الأجيال والعقود لا تهدأ!
عبر سطور الجريدة
يسافر بخيالهِ لحروب
من أجل وطن
ليس له فيه سوى ظلّه المُرهق!
صبّاغ أحذية ..
على رصيف لا يُسْردْ فيه حكاية موجعة
ولا حفيف شجر
لا أغنية خبز من تلافيف
الزّمن القاسي!
رجل منسيّ تلتهمه العزلة
صبّاغ أخذية..طاعن في السّن
واحفاده ينتظرون عودته بلهفة
وسرد حكاية!
ماذا سينطق!
والدموع تهطل من عينيه
بطولات كاذبة تعتصر فؤاده
وعدالة اغتالتها أياد حرباء
وروايات الفرسان!
يُخرج من جيب سترته الممزقة
الجريدة!
يردد لأطفاله
الوطن أمانة في أعناقكم
وكذلك صندوق الصّبغ
أردف قائلا:
يا صغاري لم أخجل يوما
من تلميع الأحذية بكرامة!
فبئس من يلمّع الخطيئة
لصوص الوطن
وسرّاق تاريخ البلاد
ولعنة لمن يسرق راتب
شيخوختي
مرارة
التحفتْ بهِ ورقدَ
لم ينهض مجددا
تركَ صندوقه
في زاوية داره
وظلّ وحيدا بكرامة!!
مشاهدة 3562
|