English | Kurdî | کوردی  
 
إسلاميو السنة يستنسخون أدبيات شيعية
2024-02-13 [08:38 AM]

ZNA- أربيل


ارتد استنساخ تيار الإسلام السياسي السني صناعة المظلومية من نظيره الشيعي عبر التضحية بأعداد كبيرة من الجماهير عليه بالسلب، وبدلًا من أن يجلب التعاطف ويدعم التجنيد تسبب في تصاعد الأصوات الناقدة له على خلفية الاستخفاف بالأرواح لتحقيق مكاسب سياسية.

 

وبعد وصول عدد شهداء حرب إسرائيل على قطاع غزة إلى ما يقرب من ثلاثين ألفًا أُعيدت على بعض مواقع التواصل الإجتماعي فقرات من حوار سابق للقيادي بحركة حماس موسى أبومرزوق مع إحدى الفضائيات مصحوبة بتعليقات غاضبة، حيث أجاب على سؤال حول حماية المدنيين بأنها ليست مسؤولية حركته إنما مسؤولية الأمم المتحدة وأن الأنفاق مخصصة فقط للمقاتلين والمقاومين.

 

ويُنظر إلى مشهد الحرب في غزة وتداعيات هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي من زاوية تأثر عموم تيار الإسلام السياسي السني بأدبيات نظيره الشيعي بحكم العلاقة الوثيقة التي تربط بينهما.

 

ودفع انبهار قادة جماعة الإخوان وبعض الجماعات الجهادية السنية بالثورة الإسلامية في إيران ونجاح متطرفي الشيعة في الهيمنة على السلطة لمدد طويلة إلى تقليدهم في العديد من تكتيكاتهم واستخدامٍ أكثر تشددا لمناهجهم.

 

ولجأت شريحة من إسلاميي السنة إلى صناعة المظلومية عبر الزج بأعداد كبيرة من الجماهير في مواجهة غير متوازنة مع الأجهزة الأمنية، سواء أكانت خاصة بسلطة احتلال أو بسلطة نظام عربي يناصبه الإسلاميون العداء، لتعويض العجز عن تحقيق الأهداف باستخدام أدوات أخرى، والتغطية على فشل ترسيخ أقدامهم في السلطة وتقديم تجربة حكم ناجحة.

 

وسبق قُرب حماس من إيران وأذرعها الشيعية في المنطقة ضمن ما يسمى بمحور المقاومة، اقتراب جماعة الإخوان الأم في مصر من النموذج الإيراني بعد انتفاضة يناير 2011، ما ألهمها استنساخ خطط نموذج حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتراتبيته ومحاولة تشكيل حرس ثوري يحمي السلطة الإسلامية الصاعدة من خصومها.

 

وقصدت جماعة الإخوان بعد عزلها من السلطة، إثر ثورة شعبية دعمها الجيش في يونيو 2013، صناعة ما يشبه “الكربلائية” عبر تجميع الآلاف داخل ساحة اعتصامها الرئيسية في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة بهدف زيادة عدد الضحايا لجلب تعاطف دولي ومساعدتها على إعادة رئيسها المعزول محمد مرسي إلى كرسي الحكم مرة أخرى.

 

وتم الربط وقتها بين اعتصام أنصار جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية وفضه منذ نحو عشر سنوات وعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس، من جهة علم الجماعة المُسبق بقرب موعد الفض وعلم حماس بعواقب عملية بهذه الضخامة من حيث عدد الضحايا المدنيين في غزة.

 

وفي الحالتين لم يتردد الإسلاميون السنة في التضحية بأعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء لصناعة مظلومية ضد النظام المصري في مرحلة ما بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ولتتمكن حماس من إعادة إنتاجها في المشهد.

 

وظهرت حماس باعتبارها الجناح الوحيد داخل الإسلام السياسي المتبقي في السلطة، والمُعرَّض للتراجع نظرًا إلى تذمر سكان غزة من سوء إدارة القطاع وأوضاعه المتردية، علاوة على تحسبها للمتغيرات الإقليمية وتداعيات إبرام بعض الدول العربية معاهدات سلام مع إسرائيل.

 

وكما وُجهت الكثير من الانتقادات لجماعة الإخوان بسبب هروب قادتها قبل موعد فض الاعتصام في القاهرة وتأمين ملاذات لهم ولعائلاتهم في الخارج وظهورهم لاحقًا في فنادق وفضائيات بالخارج، وُجهت انتقادات لقادة حماس الذين اهتموا بتأمين مقاتلي الحركة داخل الأنفاق المُحصنة جيدًا دون تأمين ملاجئ وملاذات لعشرات الآلاف من المدنيين العزل.

 

ولم يقتصر تأثير الأدبيات الشيعية على جماعة الإخوان وفروعها في المنطقة فقط، حيث شمل فصيلًا جهاديًا اقترب بشدة من النموذج الإيراني وهو تنظيم القاعدة الذي يقيم بعض قادته في إيران ويُطلقون تصورات تخدم إستراتيجيتها وخطط توسعها.

 

وكتب أحد منظري القاعدة مؤخرًا مقالًا زايد فيه على حركة حماس وسكان غزة الذين يئنون تحت آلة الحرب الإسرائيلية، ناصحًا إياهم بأن يموتوا “كما مات الحسين وأهله في كربلاء على الطريقة الشيعية، إن لم يعيشوا كباقي أهل السنة”.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها أثر أدبيات الإسلام الشيعي على خيارات وتوجهات تنظيم القاعدة؛ فقد سبق أن نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر في عمق الولايات المتحدة وقتل فيها الكثير من المسلمين دون علم قادة حركة طالبان والشعب الأفغاني، ما تسبب في قتل وجرح وتشريد الملايين نتيجة الضربات الأميركية الانتقامية.

 

ووفقًا لما ذكره الرجل الثاني في التنظيم أبومحمد المصري في كتابه “عمليات 11 سبتمبر بين الحقيقة والتشكيك”، فإن زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن اتخذ إجراءات مُسبقة لتأمين نفسه وأسرته وكوادر الجماعة وأسرهم عبر توفير ملاذات آمنة في كل من باكستان واليمن والصومال وإيران، دون الاهتمام بمصير الملايين من الشعب الأفغاني، على الرغم من توقع قادة القاعدة لردة فعل أميركية هائلة قد تصل إلى استخدام السلاح النووي.

 

وفسر البعض هجوم الحادي عشر من سبتمبر من منطلق رغبة بن لادن في صناعة حدث هائل وجذب واشنطن إلى أفغانستان لتحفيز الجماهير المسلمة ضدها بسبب قتلها أعدادا كبيرة وحث الجماهير على الانضمام إلى الجهاد.

 

ووجدت بعض التنظيمات السنية في الكربلائيات ضالتها لكسب المزيد من المتعاطفين وضمان استمرار الصراعات وعدم وصول المنطقة إلى مرحلة الاستقرار لإنقاذ مشاريعها.

 

وأضفى دعاة داخل جماعات الإسلام السياسي صبغة دينية على قرارات الزج بالمدنيين في الصراعات لصناعة مقتلة واسعة تحت عنوان “التترس” حيث شرعنوا قتل عوام المُكرَهين والمحايدين والرافضين في صمت من المسلمين طالما وُجدوا في مكان به من يستهدفون قتله من رجال السلطة وأجهزة الأمن، وأجازوا الاندساس وسط الناس للقيام بعمليات مسلحة ولو أدى ذلك إلى قتل أبرياء.

 

وفشلت مظلومية الإسلاميين السنة ولم تحقق جزءا من النجاح المأمول، مقارنة بما حققته مظلومية الشيعة، بالنظر إلى أن الأخيرة ضاربة في التاريخ ومُؤسَسة على مرويات طويلة من النّواح على قتل حفيد الرسول الحسين بن علي في كربلاء سنة 61 هجرية.

 

بعض التنظيمات السنية وجدت في الكربلائيات ضالتها لكسب المزيد من المتعاطفين وضمان استمرار الصراعات وعدم وصول المنطقة إلى مرحلة الاستقرار

 

واستمدت “المناحات واللطميات” الشيعية الحديثة من هذا التاريخ عوامل رواجها واستساغتها جماهيريًا ونخبويًا، ما أوصل إسلاميي الشيعة إلى حد تنصيب أحزاب باسم الله في أكثر من بلد، وليقيموا عماد الأيديولوجيا السياسية للإسلام السياسي الشيعي، وهو ما لا يتوفر في الفضاء السني.

 

واعتمد إسلاميو السنة على المظلومية بشكل رئيسي؛ فهي التي أسهمت في صعودهم إلى السلطة بوصفهم عانوا سابقًا من الاضطهاد في مواجهة أنظمة دكتاتورية، وظفوها لاحقا بعد عزلهم عنها تحت ذريعة تعرضهم لمؤامرات أقصتهم عن الحكم وتعرض أنصارهم للسجن والقتل.

 

ولم يستسغ العوام والنخب في الفضاء السني استنساخ أدبيات المظلومية والكربلائية الشيعية وأحجم معظمهم عن موافقة الإسلاميين السنة والترويج لرواياتهم والاستجابة لدعواتهم، إذ لا يُعرِفون أنفسهم كطائفة ولا تُلهِمهم مظلومية تاريخية.

 

وبينما ظلت المظلومية في الفضاء الشيعي عاملًا مساندًا ضمن جملة من عوامل القوة الأخرى، خاصة تلك التي تتعلق بوجود دولة مركز (إيران) وإمام (الولي الفقيه) علاوة على مصادر تمويل منظمة وقيادة موحدة لميليشيات تتلقى جميعها التوجيهات والأوامر منها، أصبح الإسلام السياسي الشيعي أكثر حضورًا وتأثيرًا ونفوذًا داخل مجتمعاته.

 

وعلى الرغم من الضجيج والأضواء المسلطة على تيار الإسلام السياسي السني، إلا أنه يفتقر إلى الخطاب والرواية المتماسكين اللذين يقنعان الجماهير بجدوى ممارساته، لأن أثمانها باهظة ومكلفة.

 

وكما جرى امتحان الإسلاميين السنة مثلهم مثل غيرهم على خلفية تجربتهم الفاشلة في الحكم، ستجري عملية واسعة للمساءلة بشأن تعريضهم أعدادا كبيرة من الجماهير لخطر الموت بهدف تجنب مصير التيار القومي العربي الذي انحسر إثر هزيمة يونيو 1967 والتيار اليساري الذي انحسر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينات من القرن الماضي.

 

 

العرب





مشاهدة 220
 
 
معرض الفیدیو
أقوي رجل في العالم
لا تقتربوا من هذا الرجل العجوز
فيل صغير يصطاد العصافير
تصارع على الطعام
لاتضحك على احد لكي لا يضحكوا عليك
 
 

من نحن | ارشیف | اتصل بنا

جمیع الحقوق محفوظة وكالة أنباء زاگروس

Developed By: Omed Sherzad