ZNA- أربيل
أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، جينين هينيس-بلاسخارت، اليوم الثلاثاء 6 شباط 2024، أن العراق لا يزال على حافة الهاوية، حيث يهدد أقل سوء تقدير باندلاع مواجهة كبرى، وأن الهجمات المستمرة التي تنطلق من داخل حدود البلد وخارجها باتت واقعاً مُراً ومن شأنها أن تفضي إلى تراجع استقرار العراق، ومن الأهمية أن تتوقف جميع الهجمات ويجب أن يشمل ذلك كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة، بسبب المخاطر الهائلة والعواقب المدمرة المحتملة لهذه الأعمال، داعيةً في الوقت ذاته إلى حل أكثر ديمومة بشأن المسائل المالية والمتعلقة بالموازنة بين بغداد وأربيل «فالناس هم من يعانون».
وقدّمت بلاسخارت إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في العراق.
وقالت بلاسخارت في كلمتها إنه «مع اشتعال الصراع في غزة، تتركز جهود الحكومة العراقية على تجنب تداعيات ذلك المحلية (والإقليمية). ومع ذلك، أضحت الهجمات المستمرة واقعاً مُراً. وتنطلق هذه الهجمات من داخل حدود البلد وخارجها. ومن شأنها أن تفضي إلى تراجع استقرار العراق الذي تحقق بشق الأنفس»، مضيفةً: «لكي يواصل العراق مسيرته على طريق الاستقرار والتقدم، يُعد توفر بيئة مواتية أمراً أساسياً. وتتطلب تلك البيئة ضبطاً للنفس من كافة الأطراف».
في سياقٍ متصل، قالت بلاسخارت: «صدمتنا الهجمات الصاروخية الإيرانية على أربيل قبل بضعة أسابيع، والتي تسببت بمقتل العديد من الأشخاص، بينهم طفلة رضيعة».
وتابعت أن «إرسال الرسائل من خلال الضربات لا يؤدي إلا إلى تصعيد للتوترات وإلى قتل الناس أو إصابتهم وإلى تدمير الممتلكات. وبدلاً من اللجوء إلى استخدام القوة، ينبغي أن تركز جميع الجهود على حماية العراق من الانجرار بأي شكل من الأشكال إلى صراع أوسع نطاقاً، ومن الأهمية بمكان أن تتوقف جميع الهجمات. حيث لا يزال العراق (بل والمنطقة ككل) على حافة الهاوية، حيث يهدد أقل سوء تقدير باندلاع مواجهة كبرى».
وتطرقت لانتخابات مجالس المحافظات التي أجريت في 18 كانون الثاني الماضي، قائلةً إن الانتخابات أجريت «بطريقة سلمية على نطاق واسع وبشكل سليم من الناحية الفنية. ومثّل ذلك محطة أخرى في جهود الحكومة للخروج من حلقات القصور السابقة. ونأمل حقاً أن تدل إعادة إنشاء الهيئات التمثيلية المحلية على المضي في خطوة رئيسية أخرى إلى الأمام، وسيكون التحدي الذي يواجه الانتخابات المستقبلية هو حشد نسبة إقبال أعلى من الناخبين، والأهم من ذلك، تشجيع الناخبين العراقيين الذين يحق لهم التصويت على التسجيل».
وذكرت أن «الإصلاحات والتنمية ضروريان لفتح آفاق مستقبلٍ أكثر إشراقاً لجميع العراقيين. مستقبل يستطيع فيه الشباب الاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم لتحسين حياتهم ومجتمعاتهم، بدلاً من التظاهر في الشوارع بسبب اليأس، أو القيام بما هو أسوأ من ذلك: حمل السلاح»، وأردفت: «نتجت عن مشاركة العراق في مؤتمر الأطراف (COP28) بعض الالتزامات الواعدة. ويجب أن يتحول التركيز الآن إلى تخفيف الآثار والتكيّف. فمن دون الانتقال من مرحلة الوعود إلى العمل، فقد تضيع الفرص بسرعة».
ولفتت إلى أنه «غالباً ما تؤدي مشاعر الإقصاء والتهميش إلى دورات متكرّرة من الصراع. إن إدارة التنوع ليست سهلة أبداً، ولكن إذا تمت بشكل جيد فإنها تمثل مكسباً كبيراً في الحيلولة دون زعزعة الاستقرار وانعدام الثقة والعنف، وتعزيز احترام حقوق الإنسان. والأمر الأساسي في ذلك هو سيادة القانون».
وحول انتخابات برلمان كوردستان، قالت بلاسخارت إن «التأجيلات المستمرة للانتخابات لا تخدم مستويات الثقة المتدنية أساساً، ولا تساهم في استقرار العراق».
ومضت بالقول: «يستمر التشاحن بين بغداد وأربيل بشأن المسائل المالية والمتعلقة بالميزانية. والناس هم من يعانون. إن التمويل لشهر كانون الثاني هو موضع ترحيب، ولكن هناك حاجة ماسة إلى حل أكثر ديمومة».
وبشأن تأخر إرسال رواتب موظفي إقليم كوردستان، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق: «يجب حل المشكلة وإرسال رواتب موظفي حكومة كوردستان في أسرع وقتٍ ممكن».
وأردفت: «لا يمكن لأي حكومة أن تقوم بذلك بمفردها. ولا يسعنا إلا أن نأمل بأن يواصل جميع السياسيين العراقيين السعي لوضع البلاد على أوضح طريق للنجاح، بما يخدم مصالح جميع العراقيين. والأمر نفسه ينطبق على أي طرف فاعل آخر في داخل العراق أو خارجه: يتوقع منهم أن يدعموا هذا الهدف، بدلاً من إحباطه».
وشددت على أن «الحاجة إلى تقدم مستدام، نحو الإصلاح الحقيقي، وتحسين مستويات المعيشة لن تتراجع. حيث ينمو عدد سكان العراق كل عام. وبينما تحتفظ خطط الحكومة بالمفتاح لتلبية هذه الاحتياجات، فإن تحقيقها سيصبح أصعب مع مرور الأعوام. لقد حان وقت العمل، وأؤكد مرة أخرى على أهمية تهيئة بيئة مواتية والحاجة الماسة إلى إيقاف الهجمات من داخل العراق أو خارجه. وكما ذكرنا في الماضي يجب أن يشمل ذلك كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة. ولا يمكن المبالغة في تقدير المخاطر الهائلة والعواقب المدمرة المحتملة لهذه الأعمال».
وأشارت إلى أنه «في كانون الأول 2018 وصلتُ إلى بغداد. والآن، بعد خمس سنوات، حان الوقت تقريباً لأقول وداعاً. وأتوقع أن أغادر منصبي في نهاية أيار. إنه ليس أمراً سهلاً. وفي السراء والضراء، أصبح العراق ببساطة جزءاً مني، ولا يسعني إلا أن آمل أن يتعرّف الناس من جميع أنحاء العالم يوماً ما، إن شاء الله، على العراق الحقيقي. إنه بلد ذو جمال هائل. بلد ذو تنوع وثقافة غنيين، حيث توجد العديد من الفرص لاغتنامها».
واختتمت قائلةً: «أتوجه بالإشادة بجميع العراقيين رجالاً ونساء. على تضحياتهم وقوتهم وعمق التزامهم ببناء عراق مزدهر وديمقراطي وسلمي. عاش العراق».
مشاهدة 274
|