اربیل - zna
قالت منظمة الصحة العالمية الخميس إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة واصفة مشاهد مرضى متروكين يستجدون الطعام والماء بأنها "لا تحتمل".
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنها قادت بعثات إلى مستشفيَين أصيبا بأضرار بالغة هما الشفاء والأهلي في شمال قطاع غزة الأربعاء.
وصرّح ممثل منظمة الصحة في قطاع غزة ريتشارد بيبركورن "طواقمنا تعجز عن وصف الوضع الكارثي الذي يواجهه المرضى والطواقم الطبية" الذين ما زالوا هناك.
وجاءت تصريحاته فيما تتكثّف الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى هدنة للحرب التي تقول حماس إنها أودت بحياة 20 ألف شخص في غزة 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال.
وبدأت الحرب عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن مقتل حوالى 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، واختطاف نحو 250، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وفّرتها السلطات الإسرائيلية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قالت الشهر الماضي إن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، بات "حمام دم".
وأصبح المستشفى الأهلي آخر المؤسسات الاستشفائية التي لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، لكن مديره فضل نعيم أعلن توقف المرفق عن العمل الثلاثاء بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي له.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة الخميس إن "الاحتلال دمر المنظومة الصحية بشكل كامل في شمال قطاع غزة".
- "الموت ببطء وبشكل مؤلم" -
وكشفت البعثة التي تقودها منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي الذي كان قبل يومين "مكتظا بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة"، أصبح الآن "هيكلا فارغا"، وفق ما قال بيبركورن لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس.
وأضاف "لم تعد هناك غرف لإجراء عمليات بسبب نقص الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية والطواقم الطبية من جراحين ومتخصصين آخرين. توقّفت عن العمل بشكل كامل".
ومن بين مستشفيات غزة البالغ عددها الإجمالي 36 مستشفى، هناك تسعة فقط تعمل الآن بشكل جزئي، وكلها في الجنوب.
وتابع بيبركورن "لم تعد هناك مستشفيات قيد الخدمة في الشمال".
وتعرضت المستشفيات المحميّة بموجب القانون الإنساني الدولي لقصف إسرائيلي بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن لدى حماس أنفاقا تحت المستشفيات ويتّهمها باستخدام المنشآت الطبية كمراكز قيادة، وهو ما تنفيه الحركة الإسلامية.
وردا على سؤال حول الادعاءات الإسرائيلية، قال بيبركورن "لم نر شيئا من ذلك على أرض الواقع"، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية "ليست في وضع يسمح لها بمعرفة كيف يستخدم كل مستشفى".
وأشار إلى أنه رغم أن الهدف من زيارة البعثة الأربعاء كان توصيل الوقود، فإن عدم وجود ضمانات أمنية يعني أنه لا يمكنهم سوى توصيل إمدادات طبية وأدوية، لكن ذلك لم يكن كافيا بحسبه.
وأوضح "من دون وقود وطواقم وأساسيات أخرى، لن تحدث الأدوية فرقا وسيموت جميع المرضى ببطء وبشكل مؤلم".
وقال إنه في المستشفى الأهلي لم يتبق إلا 10 موظفين يفعلون كل ما في وسعهم لتقديم الإسعافات الأولية الأساسية، في حين يلجأ حوالى 80 مريضا إلى كنيسة في أرض المستشفى وإلى قسم العظام.
- "الوقت فات" -
من جهته، وصف شون كايسي رئيس بعثات منظمة الصحة العالمية إلى غزة والذي كان ضمن هذه البعثة الظروف بأنها "لا تصدق".
وفي المستشفى الأهلي، كان الفريق يسير في ساحته حيث تراكمت جثث ملفوفة بأغطية بيضاء، فيما كان يسمع صوت إطلاق نار على مقربة من الموقع، وفق ما أفاد كيسي صحافيين من رفح في جنوب غزة.
وروى كايسي "في الكنيسة، رأينا مشهدا يفوق الاحتمال"، واصفا استجداء 30 مريضا، بينهم أطفال صغار وبعضهم مصابون بجروح خطرة، الماء وليس الرعاية.
وأضاف "حاليا، هو مكان ينتظر فيه الناس الموت".
وجدّد الدعوة الملحة بشكل متزايد إلى وقف إطلاق النار للسماح بدخول كميات كافية من المساعدات وكذلك إجلاء عدد أكبر من المرضى من غزة. وردا على سؤال حول ما إذا كان الوقت ينفد قال كايسي "أعتقد أن الوقت فات".
وأوضح "نحن نتعامل مع بالغين وأطفال يتضورون جوعا... في كل مكان نذهب إليه، يطلب منا الناس الطعام. حتى في المستشفيات... يطلب أشخاص مصابون بجروح تنزف الطعام".
وختم قائلا "إذا لم يكن ذلك مؤشرا على اليأس، فلا أعرف ما هو المؤشر".
مشاهدة 298
|