2023-11-28 [08:25 AM]

تحولت سوريا إلى مقصد للآلاف من العراقيين القادمين بغرض السياحة الدينية، على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد.

ومن المرجح أن تتزايد أعداد العراقيين القادمين إلى سوريا، بعد قرار الحكومة السورية السماح للمواطنين من الدولة الجارة بزيارة البلاد دون موافقة أمنية أو تأشيرة للداخلين أول مرة.

وتسعى الحكومة السورية إلى استثمار السياحة الدينية لتعزيز إيراداتها في ظل الصعوبات المالية والاقتصادية التي تعانيها بسبب الحرب والعقوبات الغربية، لكنّ نشطاء سوريين يعربون عن مخاوفهم من طبيعة الوفود العراقية القادمة إلى البلاد وما تحمله من أفكار تهدف إلى نشر التشيع في المجتمع السوري. وكشف وزير السياحة السوري محمد رامي مرتيني أنه من المتوقع أن يتجاوز عدد الوافدين من العراق إلى سوريا 300 ألف زائر حتى نهاية العام الجاري.

وقال مرتيني “لاحظت وجود زيادة في عدد القادمين لأغراض السياحة الدينية والعلاجية والتجارية ونتوقع مضاعفة أعداد القادمين، كما لاحظت حسن تعامل العاملين في المعابر الحدودية مع الزوار العراقيين”.

واعتبر الوزير السوري أنه “لولا توقف المطارات نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية لكانت الأعداد أكبر، ولاسيما أن توقف المطارات أثر في حركة الطيران المنتظم بين دمشق وبغداد وأكثر من مدينة عراقية تستقدم مجموعات سياحية إلى سوريا”.

وتتعرض المطارات الواقعة في مناطق سيطرة الحكومة السورية لاستهداف متكرر من قبل إسرائيل وخاصة منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وقد تعرض مطار دمشق الدولي لضربات جوية إسرائيلية الأحد، الأمر الذي اضطر إلى تحويل الطائرات لمسارها باتجاه مطاري حلب واللاذقية. ويدفع استهداف المطارات الراغبين من العراقيين في زيارة سوريا إلى اعتماد المسالك البرية.

وحسب وزير السياحة لوحظ نشاط للعراقيين في المنطقة وارتيادهم أسواقا مجاورة مثل لبنان والأردن، لكن ظروف المنطقة اليوم وخصوصية العلاقات بين شعبي البلدين والحكومتين تفترضان أن يتحسن القدوم السياحي أو يزداد عدد الزوار لأغراض متعددة أكثر من الأرقام المتوقعة.

وأوضح مرتيني أن هذا العام شهد زيادة في أعداد الزوار العراقيين إلى سوريا عن العام الماضي بنسبة 25 في المئة.

وكشف وزير السياحة أن منح العراقيين سمات وتأشيرات الدخول من المعبر مباشرة ينعكس إيجاباً على دخول رجال الأعمال القادمين برفقة عائلاتهم للزيارة والسياحة والتسوق، وأيضاً على الرغبة  في إبرام صفقات مع معامل ومتاجر الجملة وخاصة الصناعات النسيجية والألبسة والجلديات وقطاعات أخرى، ما ينعكس على ازدياد الدخل، في ظل الاتفاق وإبرام عقود متوسطة وشحن كميات من البضائع السورية إلى السوق العراقي الذي يحظى فيه المنتوج السوري بأهمية خاصة.

وأكد الوزير السوري على أن عدد القادمين إلى سوريا بلغ منذ بداية العام حتى الآن مليوناً و900 ألف زائر، 30 في المئة منهم سياح من مختلف دول العالم، مقارنة مع مليون و700 ألف زائر العام الماضي. وتوقّع أن يتجاوز العدد مليوني قادم، مبيناً أن نسبة الزيادة هذا العام تصل إلى 20 في المئة، ولكن توقف الرحلات الجوية والحرب في المنطقة أثرا في عدة دول من ضمنها سوريا، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة.

ووفق بيان صادر عن وزارة السياحة فإنه “بعد الموافقة على منح تأشيرات الدخول للأشقاء العراقيين من المعابر الحدودية مباشرة، تتوقع الوزارة مضاعفة أعداد القادمين العراقيين لأهداف السياحة الثقافية والعلاجية والدينية والتسوق”، مؤكدة أن السوق العراقي يعد شريكاً مهماً لقطاع السياحة السورية، حيث بلغ عدد الزائرين العراقيين منذ بداية عام 2023 حتى شهر نوفمبر الجاري 273000 زائر.

وتزخر سوريا بالعديد من مواقع السياحة الدينية، وتضم المحافظات السورية عدداً كبيراً من المزارات المهمة.

ولعلّ أبرز أماكن السياحة الدينية المتعلقة بالمسلمين هي المسجد الأموي ومقام السيدة زينب ومقام السيدة رقية ومقام النبي هابيل في العاصمة دمشق، وجامع خالد بن الوليد في حمص، والجامع الأموي الكبير في حلب.

كما يوجد مقام الصحابي عمار بن ياسر في الرقة، ومزارات أبي موسى الأشعري والحجاج بن عامر وكعب الأحبار ورابعة العدوية وعمر بن عبدالعزيز، ومزارات ومساجد ومقامات كثيرة في المناطق السورية المختلفة.

وقبل اندلاع الأزمة في العام 2011 كانت سوريا أحد المقاصد المهمة للسياحة في المنطقة، وكانت تستقطب الملايين من السياح من مختلف مناطق العالم، لكن الوضع تغير بعد الحرب.

وتحاول الحكومة السورية في السنوات الأخيرة الاستفادة من العلاقات التي تربطها بإيران والعراق لجهة الترويج للسياحة الدينية علها تتدارك الانهيار الذي ضرب القطاع، لكن ذلك لا يخفي وجود قلق حيال هذا التوجه وتأثيراته المجتمعية.