اربیل (zna)
قتل أربعة مدنيين بينهم صحافيان من قناة "الميادين" التلفزيونية الثلاثاء في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، في ظل تواصل القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل وحزب الله منذ شن حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.
ونعت قناة الميادين "الشهيدين المراسلة فرح عمر (25 عاماً) والمصور ربيع المعماري (50 عاماً) نتيجة استهداف إسرائيلي غادر" في جنوب لبنان.
وقال الجيش في بيان "نتيجة إمعان العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المناطق الحدودية الجنوبية، استُشهد صحافيان من قناة الميادين ومواطن في قصف معاد".
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أفادت بـ"استشهاد ثلاثة مواطنين (صحافيان ومدني) في قصف معاد لمثلث طيرحرفا الجبين" القريب من الحدود مع إسرائيل.
وقال رئيس مجلس إدارة "الميادين" غسان بن جدو عبر القناة إن ما تعرّض له الصحافيان "كان استهدافاً مباشراً ولم يكن استهدافاً بالصدفة".
وأشار إلى أن المدني الذي قتل مع الصحافيين هو أيضاً "متعاون" مع قناة "الميادين"، من دون أن يحدّد وظيفته.
ولفت إلى أن القصف يأتي بعد إعلان إسرائيل منع البث المحلي لقناة "الميادين" داخلها. وتتخذ القناة في بيروت مقرا.
وقال بن جدو "أعتقد أن الإعلام العربي الآن، الفلسطيني، اللبناني، والعربي بشكل عام، يُستهدف من جديد من الاحتلال الغادر".
ورداً على سؤال لمكتب وكالة فرانس برس في القدس، اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول "ننظر في التفاصيل".
وفي وقت لاحق، أعلن حزب الله عن استهدافه قوة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أثناء وجودها في منزل عند أطراف المنارة بصاروخين موجهين. وقال إن الهجوم هو "رد أولي" على الاستهداف الاسرائيلي "للصحافيين في قناة الميادين.. وسائر الشهداء المدنيين".
وكانت غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة كفركلا الحدودية قبل ظهر الثلاثاء تسبّبت بمقتل امرأة مسنة تدعى لائقة سرحان (80 عاماً) وإصابة حفيدتها آلاء القاسم، سورية الجنسية، بجروح، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للاعلام.
وتتلقى الطفلة العلاج في مستشفى مرجعيون الحكومي، وفق الوكالة التي أفادت أيضاً عن نجاة عدد من أحفاد سرحان في القصف الذي طال المنزل.
وقال مصدر في المستشفى طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس، إن "إصابة الطفلة خطرة ويتم العمل حالياً على انقاذها ضمن الإمكانيات المتوافرة في المستشفى".
- "إسكات الإعلام" -
وهي ليست المرة الأولى التي يقتل ويصاب فيها صحافيون منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تاريخ الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل.
في 13 تشرين الأول/أكتوبر، قتل مصوّر وكالة أنباء "رويترز" عصام عبدالله وأصيب آخرون من وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة ورويترز خلال تغطيتهم قصفاً إسرائيلياً في جنوب لبنان. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أصيب مصوّر في قناة "الجزيرة" بجروح طفيفة جراء قصف إسرائيلي خلال جولة لصحافيين في بلدة حدودية.
وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي عن "إدانته الشديدة للاعتداء" على الصحافيين، معتبرا أنه "يثبت مجددا أن لا حدود للإجرام الاسرائيلي، وأن هدفه إسكات الاعلام الذي يفضح جرائمه واعتداءاته".
كذلك، دان حزب الله "الجريمة"، مؤكدا في بيان لعلاقاته الإعلامية أن "العدوان وما رافقه من استشهاد لمواطنين آخرين لن يمر من دون رد من مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين يسطرون في الميدان أروع ملاحم البطولة والفداء".
وغداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، بدأ حزب الله تنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، واضعا ذلك في إطار دعم "شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة"، وفق بياناته.
وتتواصل هذه الهجمات يومياً. وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله وبنى تحتية عسكرية عائدة له قرب الحدود.
وصباح الثلاثاء، أعلن حزب الله استهداف موقعين عسكريين إسرائيليين ومنزلاً قال إن جنوداً إسرائيليين كانوا يتمركزون فيه.
وذكر الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء أن إحدى طائراته قصفت "ثلاث خلايا إرهابية مسلحة" في قرب الحدود في جنوب لبنان" من دون أن يحدد هويتها. وأورد كذلك أن طائرة حربية قصفت عدداً من الأهداف التابعة لحزب الله.
ومع سقوط قتلى الثلاثاء، ترتفع الحصيلة في جنوب لبنان إلى 95 شخصاً بينهم 68 مقاتلاً في صفوف حزب الله، و14 مدنياً، بينهم ثلاثة صحافيين وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية من جهتها عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.
- مبعوث أميركي -
ومنذ بدء الحرب في غزة، وثّقت لجنة حماية الصحافيين ومقرّها نيويورك مقتل 50 صحافياً، بينهم 45 فلسطينياً ولبناني وأربعة إسرائيليين.
وقتل في الهجوم الذي شنته حماس 1200 شخص، وفق السلطات الإسرائيلية، معظمهم مدنيون. وقتل في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 13300 شخص، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، معظمهم مدنيون وبينهم آلاف الأطفال.
وأثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق النزاع ليشمل جبهات أخرى.
وزار إسرائيل الإثنين المبعوث الأميركي آموس هوكستين لنقل خشية بلاده من اتساع نطاق الحرب الدائرة حاليا، وفق ما أكد البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الإثنين "لا نريد لهذه الحرب أن تتسع"، معتبرا أن فتح جبهة في شمال إسرائيل وجنوب لبنان "ليس في مصلحة أحد".
وأشار الى أن هوكستين والإدارة الأميركية يقومان "بكل ما يمكن أن نقوم به للمساعدة في الحؤول دون وقوع هذا السيناريو".
مشاهدة 280
|