2023-11-13 [08:42 AM]

أعلن في العراق عن اتّخاذ إجراءات لتدعيم أمن الحدود مع كلّ من إيران شرقا والمملكة العربية السعودية جنوبا.

ويأتي ذلك ضمن جهد أشمل تبذله السلطات العراقية لضبط الحدود التي تحوّلت خلال العشريتين الأخيرتين إلى مطعن كبير في سيادة البلد وقدرته على السيطرة على مجاله.

وجرّت رخاوة الحدود، وخصوصا مع إيران وسوريا وتركيا، مشاكل أمنية وأيضا اقتصادية على العراق بسبب تسرّب السلع المهرّبة والمواد الممنوعة من مخدّرات وعملات أجنبية وأسلحة وغيرها، إضافة إلى تنقّل المسلّحين عبر تلك الحدود بنوع من السهولة.

ويرتبط ضبط الحدود أيضا بإطلاق مشاريع تنموية بالتعاون مع الجيران تتطلّب قدرا عاليا من الأمن والاستقرار كما هو الشأن بالنسبة لطريق التنمية الذي من المقرّر أن يمتدّ من مياه الخليج جنوبا إلى تركيا المجاورة شمالا.

وأفاد ضابط كبير في وزارة الداخلية العراقية بنصب 980 برجا أسمنتيا على الشريطين الحدوديين مع إيران والسعودية، مشيرا إلى العمل على تركيب كاميرات مراقبة حرارية خلال العام الحالي لتعزيز الأمن على الحدود المشتركة.

وقال الفريق محمد عبدالوهاب سكر، قائد قوات حرس الحدود العراقية، لصحيفة الصباح الحكومية إن هذه الإجراءات تهدف إلى “منع عمليات التهريب والأنشطة غير القانونية والحرص على تعزيز الأمن على الحدود المشتركة”.

وأوضح أنه “تم فتح مسار عند الحدود العراقية – الإيرانية في منطقة منفذ الشيب العراقي، حيث كانت المخافر الحدودية متراجعة عن الشريط الحدودي بمسافة تتراوح بين 10 و15 كيلومترا، وبالتالي لا توجد أي جدوى منها كونها أنشئت في أماكن غير منظمة وبعيدة”.

وذكر أن مراحل العمل اشتملت على شق الطريق وإزالة الألغام من مخلفات الحرب العراقية – الإيرانية وبناء مخافر حدودية ونصب الأبراج وتثبيت الحدود وإنهاء جميع عمليات التهريب التي كانت تمر من هذا المنفذ بشكل كبير. كما سيتم خلال العام الحالي نصب كاميرات مراقبة حرارية على طول الشريط الحدودي مع إيران من منطقة بنجوين في محافظة السليمانية إلى منطقة الفاو في محافظة البصرة.

وذكر المسؤول العراقي أنّ العمل جار حاليا في محافظة ميسان لإنشاء سياجين على الحدود المشتركة مع إيران بطول 200 كيلومتر بهدف غلق الحدود البرية مع إيران في محافظة ميسان جنوب شرقي العراق.

كما ذكر أن قيادة قوات الحدود تمكنت من صيانة وتأهيل طريق اللواء الخامس لقوات الحدود العراقية من منفذ عرعر إلى منطقة عنازة على الحدود العراقية – السعودية بطول 150 كيلومترا.

وتتجاوز طموحات الحكومة العراقية لضبط الحدود مجرّد تدعيم الإجراءات الأمنية وتطوير الوسائل التقنية إلى إنهاء حركة المسلّحين المعارضين لكل من تركيا وإيران في المناطق الحدودية المتاخمة لأراضي الدولتين، وهي مهمة بالغة التعقيد ليس من المؤكّد أن تنجح فيها بغداد بشكل كامل.

وأعلن قاسم الأعرجي مستشارالأمن العراقي قبل أيام عن إنشاء مخيمين بإقليم كوردستان العراق لإيواء المسلحين الإيرانيين المتواجدين على الأراضي العراقية.

وجاء ذلك بحسب الأعرجي بعد اجتماعات مكثّفة بين مسؤولين إيرانيين وعراقيين وكورد أفضت إلى الاتّفاق على نقل كل المسلحين المتواجدين على طول الحدود في محافظتي أربيل والسليمانية إلى مناطق بعيدة عن الحدود، مع الشروع في نزع أسلحتهم ووضعهم في مخيمات رسمية تشرف عليها الحكومة العراقية. وجاء ذلك بناء على اتفاق سابق بين طهران وبغداد بشأن إنهاء وجود المعارضة الإيرانية المسلّحة داخل الأراضي العراقية.