ليس سرا ان تركيبة النظام السياسي العراقي و بنسخها المتعددة فيها من التشوه في المضمون ما ظهر من الى الواقع، حتى صارت حجة لوجود معارضة، وهي ايضا معارضة بنسخ متعددة الفكر، و ليس في تعدد الفكر من ضير، الا ان يكون الفكر الغائيا بحجج ايا كان اصلها، او ان يكون فكرا غير حقيقي ومغلفا بعاطغة سرعان ما تتهرأ اذا لامس اصحابها السلطة.
كان غيرنا معارضا و كنا ممن عارض انظمة الحكم في العراق- اتكلم تحديدا عن العراق- و نحن رفعنا شعارا مبكرا (الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكوردستان) و نحن ممن يعد العدة قبل رفع الشعار حتى نكون واقعيين موفقين في اختيار منطق العمل، فلقد شخصنا وجود تشويه متعمد مارسه العسكر مبكرا حين وصلوا للحكم في العراق، ولذا فقد فصّلنا الشعار حكما ذاتيا و ديمقراطية، وكلا الامرين لم يروقا العسكر، وبعد ذلك لم يروقا من ازيل في ٢٠٠٣.
لا اتصور ان منصفا يكذّب ادعائنا ان الانظمة السابقة هي من بذرت فكرة اثمرت في كل فصول الحكم لم يذق منها العراقيون الا حلاوة تلاها مر طويل، ربما بسبب فهم مغلوط لكيفية الادارة و اكيدا بفهم لم يتسع ليحيط بمعنى الحكم الذي لا يكون رشيدا الا و احدى علاماته الانتقال السلس بين الاجيال بلا انقلابات وتقلبات.
لا يكون التاريخ سليما ان بُني على المجاملات، فأن كان التاريخ من مستلزمات شرعية السلطة فهو ملزم ان يُسرد كما هو.
عندما اكتب كلمة النظام فأنا اعني نظام الحكم السليم، فليس كل الانظمة منزهة عن الخطأ معصومة من الخطيئة في الحكم، ولذا فكل خشيتي انا و غيري من الذين عاصروا احداثا امتدت لعقود، اننا نبقى في معادلة عملية سياسية قد تكون وصلت سن اليأس، بالكاد هي متماسكة على عوامل متأكلة تتكشف في كل فصل فيها اتجاهات ربحية تراكم وضعا يزداد صعوبة و تعقيدا.
في العنوان تجد ان ثمة من يشوه النظام و ان ثمة كثر يجري تشويههم وهم الكثرة الذين يعانون من انعدام -او في احسن الاحوال- نقصا في حقوق الحياة، وهم في الحقيقة و في الواقع ليسوا وارثين للفقر و العوز ابا عن جد، وحتى لو كانوا كذلك فأنه لزام على من يمسك لجام الحكم ان يلز دابته لاسعاف الكثرة العراقية ببرامج فيها من الكرامة ما يصون به العراقي ماء وجهه، لا ان يتحول الفرد العراقي الى كائن مكسور مقهور مجبر غير مختار و لا قادر ان يعيش الا وفق تحديث عقله بحسب مزاج حكم مسرف بالكلام مقصر بالفعل المنتج.
نحن ممن عمل و لا زال يعمل لتصحيح وضع صار عمره عدة عقود من السنوات، تُجرِم فيه السلطة و يصيبها مرض انظمة قبلها فتعتقد ان لها حاكمية الدم و المال و المآل، فتهِب وتمنع بحسب الهوى، و راجعوا اعداد ضحايا انظمة الحكم راجعوا المكشوف من عدد الضحايا على الاقل لتعرفوا - ولعلكم تعرفون انهم ذهبوا لهوى النظام لا لمصلحة عادلة-.
اولئك هم من يشوه النظام و يخلق مشوهين قسم كبير منهم ضحايا للفقر و العوز، و قسم اقل هم الذين يقلدون الذين يقومون بتشويه النظام عبر انتقائية في كل شيء، بدءا من الدستور و انتهاءا بالتعليمات التي منها محاصرة شعبنا و قصفه بالمسيرات.
ولهذا الحديث اكثر من بقية.
مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني
صحيفه الزمان
مشاهدة 391
|