English | Kurdî | کوردی  
 
الميليشيات الشيعية تفتح الطريق أمام استكمال اختراقها للقوات المسلّحة العراقية
2023-11-04 [06:24 AM]

ZNA- أربيل


نفت مصادر عراقية وجود أيّ دوافع مهنية وراء إزاحة عبدالوهاب الساعدي عن رئاسة جهاز مكافحة الإرهاب، مؤكّدة أنّ الدافع وراء القرار الذي صدر عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتعيين كريم عبود على رأس الجهاز سياسي محض وجاء استجابة لضغوط قوى سياسية كانت تسعى منذ سنوات لإزاحة الساعدي المعروف بمهنيته وانضباطه  وبإنجازاته الكبيرة في الحرب ضد تنظيم داعش.

 

وقالت المصادر إن القوى ذات الصلة بالميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني هي من وقفت وراء التغيير الذي حدث على رأس الجهاز، وهي ذاتها من ضغطت سنة 2019 على رئيس الوزراء الأسبق عادل عبدالمهدي لتجميد نشاط الساعدي بإحالته إلى إمْرَة وزارة الدفاع، وذلك بسبب تزايد شعبيته داخل القوات المسلّحة، وأيضا لدى الشارع العراقي الذي استنجد به خلال المظاهرات الشعبية.

 

وأثار ذلك، وفق نفس المصادر، المخاوف لدى كبار قادة التيارات السياسية والميليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي من تنامي تيار وطني داخل القوات العراقية مناهض لتغوّل الحشد الشعبي وتحوّله إلى جيش مواز يدين الكثير من قادته بالولاء لإيران ويتلقون أوامهم من حرسها الثوري.

 

وقرّر رئيس الوزراء العراقي الذي يشغل أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة تعيين الفريق الركن كريم عبود رئيسا لجهاز مكافحة الإرهاب بدلا من الفريق الأول الركن عبدالوهاب الساعدي. كما قرّر نقل الفريق الركن أحمد سليم بهجت من منصبه كقائد لعمليات بغداد إلى إمرة وزارة الدفاع، وتعيين اللواء الركن وليد خليفة مجيد بدلا منه.

 

وأثار القرار حالة من الامتعاض في العراق حيث نُظر إليه من قبل دوائر سياسية وأمنية باعتباره عودة لسياسة استبعاد الكفاءات من المناصب العسكرية والأمنية الحساسة واختيار قيادات للأجهزة على أسس غير مهنية ذات صلة باعتبارات مصلحية وسياسية وطائفية.

 

وقال البعض إنّ إقالة الساعدي تصبّ في مصلحة دوائر الفساد التي تعمل على توطيد نفوذها داخل مختلف أجهزة الدولة العراقية.

 

وحذّر هؤلاء من العودة إلى المسار الذي سبق غزو داعش لمناطق العراق واحتلالها سنة 2014 عندما استشرى الفساد داخل الأجهزة الأمنية حتى بلغ عدد المنتسبين الوهميين إليها والذين يطلق عليهم اسم الفضائيين ما يقارب الخمسين ألف منتسب، فيما غلبت الاعتبارات غير المهنية على عملية التوظيف في تلك الأجهزة.

 

وانتهى الأمر آنذاك بالقوات العراقية إلى حالة من شبه الانهيار جعلتها تنهزم أمام بضع مئات من عناصر تنظيم داعش.

 

ولم يكن الفساد بعيدا عن نشوب الخلافات بين الساعدي وقادة الميليشيات الشيعية.

 

وكان الساعدي قد أرجع السبب المباشر في تسليط عقوبة إحالته إلى إمرة وزارة الدفاع سنة 2019 من قبل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، إلى كشفه عن وجود مئتي “فضائي” منتسبين إلى جهاز مكافحة الإرهاب بشكل صوري ولمجرّد تقاضي الرواتب والتمتّع بالامتيازات دون أداء أيّ خدمات فعلية.

 

وشغل الساعدي منصب نائب قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب منذ 2014 حتى 2019 حيث قاد بنجاح سلسلة من المعارك الضارية ضد تنظيم داعش.

 

وتقول المصادر إنّ الساعدي ظلّ طوال فترة خدمته في جهاز مكافحة الإرهاب مدار معركة سياسية طرفها الرئيسي الميليشيات التي استعصى عليها اختراق الجهاز في عهده.

 

وانخرط رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي في المعركة إلى جانب الساعدي عندما أمر سنة 2020 بإعادته إلى جهاز مكافحة الإرهاب وترقيته ليصبح رئيسا له.

 

ولم يكن الكاظمي الذي سبق له أن ترأس جهاز المخابرات العراقية على وفاق مع قادة الميليشيات الشيعية التي سلطت عليه ضغوطا شديدة أثناء رئاسته للحكومة.

 

وبلغت تلك الضغوط والتهديدات إلى الاقدام على اغتيال الضابط المقرب من الكاظمي العقيد نبراس فورمان مدير المخابرات بمنطقة الرصافة في العاصمة بغداد سنة 2021.

 

كما استُخدم سلاح الاغتيال من قبل الميليشيات في ترهيب الساعدي وذلك بإقدامها في صيف سنة 2020 على قتل الخبير المختصّ في الشؤون الأمنية هشام الهاشمي المعروف بقربه من الساعدي.

 

وتُجمع الروايات على الدور الكبير الذي لعبه الساعدي خلال فترة الحرب ضدّ تنظيم داعش حيث قاد معارك ميدانية وكان على خط النار، كما تُجمع على مهنيته واحترافيته في معاملة المنتمين إلى الجهاز بعيدا عن أيّ اعتبارات طائفية.

 

وتتحدّث المصادر عن خلافات نشبت بينه وبين قادة الميليشيات خلال الحرب ذاتها بسبب رفضه التنازل عن اختصاصات القوات النظامية للميليشيات التي شاركت في تلك الحرب، ورفضه تسليم معدّات تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب كانت ميليشيات الحشد الشعبي تسعى للاستيلاء عليها، على غرار ما كانت تفعله مع باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية.

 

لكنّ الخلافات بين الطرفين تعمّقت واتخذت أبعادا سياسية عند اندلاع انتفاضة أكتوبر 2019 في العراق، حيث اعترض على تدخّل الميليشيات في قمعها، مطالبا بحصر التعامل مع التظاهرات بيد القوات النظامية.

 

وخلق ذلك الموقف شعبية للساعدي لدى المتظاهرين الذين استنجدوا به في بيان أصدرته تنسيقية معتصمي ساحة التحرير وسط بغداد، لحمايتهم من الميليشيات. وتأكّدت تلك الشعبية خارج الوسط الشيعي الذي يتحدّر منه الساعدي عندما طالبت فعاليات شعبية في محافظة نينوى شمالي العراق بإقامة نصب تذكاري للرجل في مدخل مدينة الموصل مركز المحافظة كتعبير عن اعتراف السكان بدوره في استعادة المدينة من تنظيم داعش.

 

وإضافة إلى نينوى قاد الساعدي أيضا معارك مشهودة ضدّ داعش في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك، حيث تطلق عليه بعض الأوساط في تلك المحافظات كنية “رومل العراق” في استعارة لكنية “رومل الصحراء” القائد العسكري الألماني خلال الحرب العالمية الثانية المعروف بدهائه والذي قاد معركة شديدة ضد جيوش الحلفاء في المحور الصحراوي الممتد من مصر إلى تونس عبر ليبيا.





مشاهدة 277
 
 
معرض الفیدیو
أقوي رجل في العالم
لا تقتربوا من هذا الرجل العجوز
فيل صغير يصطاد العصافير
تصارع على الطعام
لاتضحك على احد لكي لا يضحكوا عليك
 
 

من نحن | ارشیف | اتصل بنا

جمیع الحقوق محفوظة وكالة أنباء زاگروس

Developed By: Omed Sherzad