ZNA- أربيل
نَشَرَت صحيفة “صاندي تلغراف” تقريراً قالت فيه إن الولايات المتحدة تضغط على حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لتصنيف “الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، في ضوء ما تقوله واشنطن بأن هناك أدلة متزايدة عن تورط “الحرس” في الهجمات التي شنّتها “حماس” على إسرائيل.
ودعت إدارة الرئيس جو بايدن حلفاءها لتصنيف “الحرس الثوري”، “نظراً لعلاقة هذه المؤسسة العسكرية بالإرهاب حول العالم”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة البريطانية قوله إن مسؤولين أمريكيين بارزين حرّضوا، في أحاديث خاصة، المسؤولين البريطانيين على “الحرس”، الذي صنّفته إدارة دونالد ترامب كمنظمة إرهابية منذ عام 2019. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر: “بالتأكيد، نعتقد أن على بقية الدول الأخرى تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وهو موقف عبّرنا عنه بوضوح عدة مرات، فهم يموّلون النشاطات الإرهابية، حول العالم ولوقت طويل، ونعتقد أن على بقية الدول اتخاذ الخطوة لتصنيفهم”.
وتضيف الصحيفة أن التعليقات العامة في العاصمة واشنطن تشير إلى ضغط متزايد لتصنيف “الحرس الثوري”، حيث دعا عدد من نواب حزب المحافظين، رئيس الوزراء سوناك للتحرك.
وقال المسؤول عن مكافحة الإرهاب في الحكومة، روبن سيمكوكس إن بقاء الجماعة وأفرادها في الإطار القانوني “لا يمكن دوامه”. وعلّق ليام فوكس، وزير الدفاع السابق، الذي دعا، ولوقت طويل، لتصنيف “الحرس” بالقول: “لن يكون الموقف من الحكومة الأمريكية أوضح، وهم يتوقعون من الحلفاء التحرك، وبسرعة، ضد الحرس الثوري الإيراني”.
ويقول فوكس، الذي يترأس مجموعة اتفاقيات أبراهام البريطانية: “يجب ألا ينظر لبريطانيا في الوراء لو أردنا الحفاظ على نفوذنا بالمنطقة”.
ويُعتَبر “الحرس الثوري” جزءاً من الجمهورية الإسلامية، حيث أنشئ عام 1979 لحماية “الثورة الإسلامية”، وأصبح مؤثراً في الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية. وتشير الصحيفة لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن قادة من “حماس”، على حد زعم الصحيفة، بأن “الحرس” عمل معهم منذ آب/أغسطس، وقَدَّمَ ضباطُه المشورة بشأن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال نائب قائد “الحرس الثوري”، علي فدوي، إن “مفاجأة جبهة المقاومة ضد الأنظمة الصهيونية ستتواصل حتى يتم التخلص من “الورم السرطاني” ومسحه عن الخريطة”.
وفي إحاطة قدمها المتحدث باسم الخارجية ميلر للصحافيين، في 10 تشرين الأول/أكتوبر، تجنّبَ الحديث عن “حوارات بعينها” من حلفاء أوروبيين في ما يتعلق بالعلاقة مع إيران. لكن مصدراً في الحكومة البريطانية قال إن المسؤولين الأمريكيين شجعوا بريطانيا لكي تصنّف “الحرس الثوري”، وبدون “التدخل في سيادتنا”.
وجاء التشجيع في وقت تواجه فيه إسرائيل، حسب سوناك، “حزب الله المسلّح بقوة من إيران“، وذلك بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، والتي يعتقد أنها جاءت كمحاولة من “حماس” وإيران لتخريب التقارب بين السعودية وإسرائيل.
وفي مقال نشرته الصحيفة لسوناك، بعد جولة في المنطقة قابَلَ فيها قادة إسرائيل ومصر والسعودية وقطر والسلطة الوطنية، قال: “كان الدافع لهذه المذبحة هو الكراهية، ولكنها دفعت أيضاً بالمخاوف نحو فجر جديد ينبثق في الشرق الأوسط، سيترك الكراهية القديمة في الخلف، ويقدّم أملاً لحياة أفضل ومزدهرة، وأكثر أمناً في كل المنطقة. وفي هذه الرحلة، كنت مصمماً على التمسك بمستقبل أفضل وإبقائه حياً”.
ونشرت الصحيفة مقالاً لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اتهم فيه إيران بتمويل “حماس” ودعمها عسكرياً، وأن النظام الإيراني يحرّض على الحرب ويريد فتح جبهة أخرى من لبنان، وعبر وكيله “حزب الله”. وقال إن إيران وجماعاتها الوكيلة ترغب “بإبادة إسرائيل بشكل يساعدها للسيطرة على كامل الشرق الأوسط، ونشر الثورة الإسلامية المتشددة أبعد إلى البحر المتوسط وأوروبا والعالم بأكمله”.
وكان أعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي قد كتبوا إلى سوناك رسالة، في أيار/مايو، قالوا فيها إن “تصنيف الحرس الثوري سيرسل رسالة لإيران، وإن أفعال الإرهاب ضدنا وضد شركائنا والمواطنين الأبرياء يجب ولن يتم التسامح معها”.
ويقال إن وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان تدرس قراراً لتصنيف “الحرس الثوري”، ما يجعل الانتماء، أو دعمه، غير قانوني، مثل “القاعدة” و”حماس” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
لكن وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، يرى أن الكثير من الأمور التي يريد الناس تحقيقها من التّصنيف تم إنجازها من خلال نظام العقوبات المفروض على إيران.
وقال متحدث باسم الخارجية: “سياسة الولايات المتحدة لدعم التّصنيف ليست جديدة، لكن القرار سيادي، وهو ليس موقف الحكومة الحالي، مع أنها منفتحة على مواقف أخرى. فالحرس الثوري لم يصنف بالكامل، لكن عدداً من أفراده مصنّفون”.
مشاهدة 343
|