اربیل (zna) أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء، عن "آلية موحدة" لدعم غزة، في وقت حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من فكرة تهجير سكانها إلى صحراء "سيناء أو الأنبار أو النقب".
وقال السوداني، في مقال كتبه تحت عنوان" وقف الحرب على غزة أولوية للعراق"، ونشرته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في العاصمة البريطانية لندن، " نجددُ على مسامعِ العالم، موقفَنا الواضحَ والثابتَ من الحقِ الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتِها القدس"، مؤكدا "المبدأ نفسه بعد مجزرة مستشفى المعمداني والقصف العشوائي المتواصل على المدنيين العزل في قطاع غزة".
وأضاف السوداني: انطلاقاً من وعي الحكومة بضرورة أن يضطلع العراق بدوره التاريخي في المنطقة، انخرطت بغداد في محادثات جادة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، موضحا: أجرينا سلسلة من المحادثات الهاتفية مع القادة العرب، أكدنا فيها على أهمية وحدة الموقف العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون، وأيضاً على ضرورة وقف التصعيد واحترام حقوق الإنسان، والضغط على الكيان الصهيوني حتى يوقف عدوانه على الأراضي المحتلة.
وبين السوداني: ركزنا في محادثتنا الهاتفية مع بايدن على الجهود الجارية لمنع توسع الصراع في غزة وشددنا على أهمية إيقاف القصف على القطاع، ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة وفتح الممرات وإيصال ما يحتاج إليه أهالي القطاع الذين يتعرضون لحرب وحصار ظالم، موضحا: استثمرنا في زيارتنا لموسكو ولقائنا مع بوتين من أجل الدعوة إلى التحرك العاجل في مجلس الأمن لإيقاف الاعتداءات المستمرة على الأراضي الفلسطينية
وتابع قائلا، نجدد التأكيد على موقف العراق الثابت والمبدئي من الحقّ الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ووجوب حماية المقدّسات في الأراضي الفلسطينية من محاولات طمس الهوية التاريخية وعمليات الاستحواذ والاستيطان، مشددا على أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ خطوات جادة ومسؤولة لتفادي حصول كارثة إنسانية تترك أثرها على أصل وجود الفلسطينيين في وطنهم المحتل.
وأكد السوداني: سنلبي دعوة مصر لعقد مؤتمر دولي لبحث التطورات الميدانية في غزة وكيفية نصرة أهلنا هناك من دون تفريط في حقهم بالبقاء على أرضهم ينعمون بالأمن والسلام، مبينا: نتطلع خلال هذه القمة لوقفة سياسية موحدة للدول الكبيرة من أجل أن تضع حلاً عادلاً للفلسطينيين.
وأوضح السوداني: نؤمن بأن مصر والعراق والأشقاء والأصدقاء يمكن أن يلعبوا دوراً محورياً في إنضاج الحل السياسي وإيقاف آلة الحرب ووقف تهجير الفلسطينيين سواء أكان داخلياً أم عبر الحدود، مشيرا الى أن الأزمة تهدد بجر المنطقة إلى حرب شاملة إذا اتسع نطاق الصراع ولم يتم الاستماع إلى صوت العقل بأسرع وقت.
وأكد السوداني: سندفع باتجاه اعتماد آلية موحدة للدول العربية والإسلامية لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والمالية إلى أهلنا في غزة ومطالبة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالنظر بجدية لمطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، مشددا على أن العراق سيسعى من خلال علاقاته المتوازنة مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي إلى الضغط من أجل وقف معاناة شعب فلسطين في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية بهدف إيجاد حلول تفضي إلى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ولفت السوداني إلى أن العراق يرفض رفضاً قاطعاً أن تتحول القضية الفلسطينية من قضية أرض وشعب إلى قضية نزوح ومساعدات إنسانية، مضيفا: آن الأوان لأن يتخذ العالم العربي والإسلامي بأجمعه موقفاً موحداً تجاه الفلسطينيين لإنهاء معاناة استمرت عقوداً وصراع تأبى ناره أن تخمد بحثاً عن حل عادل وحقيقي بأن يتمتع هذا الشعب بكل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبه نشر الصدر عبر حسابه الرسمي في منصة التواصل X "تويتر سابقا"، أفاد فيها "خسئ كل من قال أو أقر بتهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء أو الأنبار أو النقب أو إلى غير ذلك مطلقاً، بل كل من يتماشى مع هذه الفكرة الخبيثة الإرهابية فإنه يؤيد من حيث يعلم أو لا يعلم تمدد وتوسع الكيان الصهيوني الإرهابي الغاشم".
وأضاف الصدر، أن "صدور هذه الفكرة من (بنيامن النتن) أو من (العجوز الخرف) أو من ذيولهم في الشرق الأوسط؛ فإن ذلك يعني توسعة الحرب وتدويلها"، مشددا "لا أمريكا الشاذة ولا الكيان الصهيوني النزق أوصياء على سيناء أو الأنبار أو النقب".
وتابع، "مضافاً إنني على يقين إن أهالي غزة لن يستسلموا ولن يمهدوا لإخلاء الطريق للإرهاب الدولي لقمع فصائل المقاومة كما يشتهي ويروم البعض ممن باعوا ضمائرهم من أجل ما يسمّونه (السلام) مع الإرهاب الصهيوني، ونسميه العمالة والانبطاح للعدوٍ الصهيوني.. فلا التطبيع تلميع لأفعال الصهاينة ضد أهلنا في غزة، ولا السلام المزمع إلا عبارة عن توسع وتمدد يهودي يستهدف الإسلام بدل أن يستهدف من أحرق اليهود في ألمانيا.
مشاهدة 346
|