اربیل (zna)
فرضت الإكوادور حال الطوارئ بعدما اغتيل بالرصاص مساء الأربعاء فرناندو فيافيسنسيو، أحد المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية التي تقرّر مع ذلك إبقاؤها في موعدها في 20 آب/أغسطس الجاري.
وفيافيسينسيو، المرشح الوسطي الذي يحلّ في المرتبة الثانية بحسب استطلاعات الرأي بين المرشحين للانتخابات الرئاسية التي تجرى دورتها الأولى في 20 آب/اغسطس، اغتيل بالرصاص في ختام لقاء انتخابي مساء الأربعاء في كيتو.
وقال رئيس الإكوادور غييرمو لاسو عبر خدمة "إكس" (تويتر سابقا)، إنّ "الجريمة المنظمة ذهبت بعيداً جداً"، معرباً عن "صدمته واستنكاره".
وأضاف "أؤكد لكم أنّ هذه الجريمة لن تبقى من دون عقاب".
وفي وقت لاحق، أفادت المسؤولة في المجلس الانتخابي الوطني ديانا اتاماينت أنّ موعد الانتخابات العامّة المبكرة في الإكوادور أبقي في 20 آب/أغسطس.
وقال الرئيس لاسو في كلمة بثت عبر يوتيوب إنّ "القوات المسلّحة في حالة تعبئة عبر الأراضي الوطنية لضمان أمن المواطنين والهدوء في البلاد وانتخابات حرة وديموقراطية في 20 آب/أغسطس".
وقتل المرشح البالغ 59 عاما وهو صحافي عند خروجه من قاعة رياضية في شمال العاصمة بعد لقاء انتخابي. وهو كان من بين ثمانية مرشحين للانتخابات الرئاسية.
وكان معروفاً بتنديده بعمليات الفساد ولا سيما تلك العائدة لحكومة الرئيس السابق اليساري رافاييل كوريا بين العامين 2007 و2017 الذي حُكم عليه غيابياً بالسجن ثماني سنوات واللاجئ في بلجيكا.
وكان في المرتبة الثانية في استطلاعات رأي الناخبين مع نحو 13 % من الأصوات بحسب آخر استطلاعات معهد سيداتوس، وراء المحامية لويسا غونزاليس القريبة من كوريا مع 26,6 %.
وعند إعلان مقتله، أعلنت لويسا غونزاليس وزعيم السكان الأصليين اليساري ياكو بيريس الثالث في استطلاعات الرأي ونائب الرئيس السابق اليميني أوتو سونهولسنر واليميني يان توبيك، تعليق حملاتهم الانتخابية.
وأشارت النيابة العامة إلى وقوع "تسعة جرحى من بينهم مرشحة إلى البرلمان وشرطيان" في الهدوم، كما قتل أحد المهاجمين برصاص حرّاس.
وأوقفت الشرطة ستة أشخاص خلال مداهمات في حيّ يقع في جنوب كيتو وفي بلدة مجاورة على ما أفادت النيابة أيضا.
ودان البيت الأبيض اغتيال فيافيسنسيو معتبرا أنه هجوم على الديموقراطية. وكتب جيك ساليفان مستشار الرئيس جو بايدن على منصة إكس (تويتر سابقا) أن "الولايات المتحدة تدين هذا العمل الوقح من العنف والاعتداء على الديموقراطية في الاكوادور".
كما دان الاتحاد الأوروبي "بأشد العبارات" اغتيال فيافيسنسيو. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن "هذا العنف المأسوي هو أيضا هجوم على المؤسسات والديموقراطية في الإكوادور". وطالب بوريل ب"إحضار مرتكبي ومنظمي هذه الجريمة النكراء أمام القضاء".
بدورها استنكرت فرنسا على لسان متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية مقتل فيافيسنسيو واعتبرته "عملا همجيا وهجوما على الديموقراطية ندينه بأشد العبارات".
وسيجرى تشريح جثة المرشّح القتيل.
- "تهديد غاية في الخطورة" -
وكان فيافيسينسيو أعلن الأسبوع الماضي أنّه تلقّى وفريق حملته الانتخابية تهديدات من زعيم عصابة إجرامية مرتبطة بالاتجار بالمخدرات محبوس راهنا.
وكتب يومها عبر منصة "اكس"، "رغم التهديدات الجديدة سنواصل النضال من أجل الشجعان في الإكوادور"، موضحاً أنّه تلقّى "تهديداً غاية في الخطورة" من زعيم عصابة "لوس تشونيروس" الملقّب "فيتو".
ودعا لاسو مساء الأربعاء إلى اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين والهيئات العامة مثل محكمة العدل الوطنية أعلى سلطة قضائية في البلاد.
وتواجه الإكوادور في السنوات الأخيرة موجة عنف مرتبطة بالاتجار بالمخدرات وقد أدّت في خضمّ الحملة الانتخابية أيضا إلى مقتل رئيس بلدية ومرشح للبرلمان.
وكانت ديانا اتاماينت أشارت الأربعاء إلى أن أعضاء في المجلس الوطني الانتخابي تلقّوا تهديدات بالقتل.
وقبل الانتخابات المحلية في شباط/فبراير اغتيل مرشحان لمنصب رئيس بلدية.
وبلغ عدد جرائم القتل في 2022 في البلاد 25 لكل مئة ألف نسمة، أي ضعف ما كان عليه في 2021.
- "على طريقة القتلة المأجورين" -
وذكرت صحيفة إل يونيفرسو المحلية الرئيسية أن فيافيسينسيو اغتيل "على طريقة القتلة المأجورين بثلاث رصاصات في الرأس".
وقال الطبيب كارلوس فيغويروا أحد اصدقاء الضحية الذي كان موجوداً في مكان الاغتيال لصحافيين إنه سمع حوالى 30 طلقة نارية.
وأوضح "لقد نصبوا له كميناً خارج القاعة. البعض (الشهود) ظنّ أنّ الأمر يتعلق بألعاب نارية".
وفجّرت الشرطة عبوة ناسفة وُضعت في موقع الاغتيال، على ما قال آلان لونا مسؤول التحقيقات في القوى الأمنية.
وعندما كان رئيسا للجنة الضرائب في البرلمان الذي حلّه لاسو في أيار/مايو، درج فياسفيسنسيو على التنديد بانتظام بقضايا الفساد كما كان يفعل خلال مسيرته الصحافية.
وساهم فياسفيسنسيو خصوصاً في تحقيق صحافي في الكشف عن شبكة فساد واسعة تشمل الرئيس السابق رافيييل كوريا الذي حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات غيابيا.
مشاهدة 358
|