اربيل (zna)
أعدمت إيران علنا السبت رجلين متورّطين في هجوم في تشرين الأول/أكتوبر على مرقد ديني في مدينة شيراز الواقعة في جنوب البلاد أودى بحياة 13 شخصا، وفق الإعلام الرسمي.
وأتى ذلك في يوم تعرض مركز للشرطة في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان الحدودية مع باكستان وأفغانستان (جنوب شرق)، لهجوم أدى لمقتل عنصرَي أمن وأربعة مهاجمين.
ولم يتضح بعد سبب الهجوم أو الجهة التي تقف خلفه، في محافظة غالبا ما تشهد حوادث أمنية يقف خلفها مسلحون ينتمون الى تنظيمات سنّيّة متطرفة أو متمردون من أقلية البلوش أو شبكات لتهريب المخدرات والوقود. وفي الأشهر الماضية، شهدت زاهدان أيضا توترات على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ أيلول/سبتمبر بعد وفاة مهسا أميني إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس.
وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) "تم تنفيذ حكم الاعدام بحق اثنين من الضالعين الرئيسيين في الهجوم الارهابي على الزوار في مرقد أحمد بن موسى عليهما السلام" (المعروف بشاه جراغ) العام الماضي.
وأعدم الرجلان فجرا في أحد شوارع شيراز مركز محافظة فارس، غير بعيد من المزار، وفق الإعلام المحلي.
وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 13 شخصا وجرح 25 شخصا آخر في الاعتداء على المرقد الذي يعد أبرز المزارات الدينية في جنوب الجمهورية الإسلامية.
وأضافت الوكالة أنه "تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا فجر اليوم السبت بحق محمد رامز رشيدي وسيد نعيم هاشمي قتالي، وهما من العناصر الرئيسية الضالعة في الحادث الإرهابي بعد ادانتهما بالمساعدة على الافساد في الأرض والبغي والعمل ضد الأمن القومي للبلاد".
وبحسب الوكالة أيضا، رفضت المحكمة العليا في وقت سابق استئنافا تقدم به محامي الدفاع عن المتّهمَين.
وسبق للسلطات أن أعلنت أن الهجوم شارك فيه أشخاص من دول أخرى بما فيها أفغانستان. لكنّ جنسيتَي الرجلين اللذين أعدما لم تكشفا على الفور.
- انتماء لتنظيم الدولة الإسلامية -
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن تبنّيه الهجوم بعيد وقوعه.
وفي آذار/مارس، حكمت محكمة إيرانية على الرجلين بالإعدام بعد إدانتهما بـ"الحرابة والإفساد في الأرض". ووجهت إليهما تهمة الانتماء إلى التنظيم و"العمل ضد الأمن القومي للبلاد".
وقال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية إن أحد اللذين أُعدما السبت، وهو رشيدي، اعترف بتعاونه مع التنظيم في تنفيذ الهجوم.
وكان رئيس نيابة محافظة فارس أعلن أخيرا مصادقة المحكمة العليا على الحكم، مؤكدا أنه "سينفذ قريبا".
وقال رئيس السلطة القضائية في محافظة فارس كاظم موسوي في حينه إنّهما "متورّطان بشكل مباشر في تسليح وإمداد، و(تأمين) اللوجستيات وتوجيه المنفّذ الرئيسي للهجوم الإرهابي".
وأشار إلى أنّه حُكم على ثلاثة متّهمين آخرين بالسجن لمدة خمسة و15 و25 عاما لانتمائهم أيضا الى التنظيم.
وتوفي المنفّذ الرئيسي للهجوم متأثّرا بجروح أصيب بها أثناء توقيفه. وعرَّفت عنه وسائل الإعلام الإيرانية على أنّه يُدعى حامد بدخشان.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت الجمهورية الإسلامية توقيف 26 "إرهابيا تكفيريا" من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان، على صلة بالهجوم.
وتستخدم في إيران عبارة "تكفيريين" عادة للإشارة الى مسلحين ينتمون الى تنظيمات دينية متطرفة.
وفي 2017، تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية للمرة الأولى هجوما في إيران عندما استهدف مسلحون وانتحاريون مقر مجلس الشورى (البرلمان) وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام روح الله الخميني في طهران، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات.
وتعد عمليات الإعدام العلنية نادرة نسبيا في إيران حيث تُنفذ كل عمليات الشنق تقريبا داخل السجون.
ووفق منظمة العفو الدولية، تحتل إيران المركز الثاني عالميا بعد الصين لجهة أحكام الإعدام المنفذة.
- هجوم في زاهدان -
وأتى هجوم شيراز بعد نحو شهر من اندلاع احتجاجات على خلفية وفاة أميني بعد توقيفها في طهران.
في تشرين الأول/أكتوبر، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن "أعمال الشغب"، وهي عبارة يستخدمها المسؤولون للإشارة إلى الاحتجاجات، تفتح الطريق أمام هجمات "إرهابية".
والسبت، تعرّض مركز للشرطة في مدينة زاهدان الى "هجوم إرهابي مسلح"، وفق الإعلام الرسمي الإيراني.
ونقل الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي عن مساعد محافظ سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية علي رضا مرحمتي أن "أربعة مسلحين هاجموا واقتحموا مركز الشرطة 16 في زاهدان".
وأوضح أنهم استخدموا القنابل اليدوية لاقتحام بوابات المركز وتبادلوا إطلاق النار مع عناصره، ما أدى الى "استشهاد اثنين من قوات الأمن الداخلي" ومقتل المهاجمين الأربعة.
ويقع مركز الشرطة على مقربة من المسجد المكّي الذي يؤمه إمام السنّة في المحافظة مولوي عبد الحميد.
ودان الأخير في بيان السبت "أي شكل من أشكال العنف والهجمات المسلحة"، مؤكدا وجوب "متابعة مشكلات المجتمع من خلال المفاوضات والنقد البناء والحفاظ على وحدة أراضي البلاد وأمنها".
وبعد أسبوعين من اندلاع الاحتجاجات في أيلول/سبتمبر، شهدت زاهدان في 30 منه أحداثا دامية راح ضحيتها عشرات بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وأفاد مسؤولون في حينه أن الأحداث كانت بنتيجة هجوم مسلّح على مراكز لقوات الأمن. من جهتها، قالت شخصيات محلية إن التوتر سببه أنباء عن تعرض فتاة "للاغتصاب" من قبل مسؤول في شرطة المحافظة، وأن قوات الأمن "أطلقت" النار على متجمّعين قرب مسجد.
ومنذ ذلك التاريخ، تشهد المدينة أسبوعيا مسيرات بعد صلاة الجمعة في المحافظة التي تعدّ من الأكثر فقرا في إيران، وتقطنها نسبة كبيرة من السّنّة. وغالبا ما سجّل في المسيرات ترداد شعارات مناهضة للسلطات.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أقال مجلس أمن المحافظة مسؤولَين في الشرطة على خلفية "إهمال" أدى الى مقتل "مواطنين... ومشاة أبرياء لم يكن لهم أي ضلوع" في أحداث 30 أيلول/سبتمبر.
وهجوم السبت هو الأحدث في سلسلة عمليات أمنية شهدتها المحافظة.
وفي أيار/مايو، قتل خمسة أفراد من حرس الحدود الإيرانيين في اشتباكات مع مجموعة مسلحة في المحافظة.
مشاهدة 376
|