ZNA- أربيل
مع تسارع التطورات في روسيا، وتوعد يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر العسكرية بالإطاحة بمن وصفهم بالخونة في قيادة الجيش، قبل أن يأمر قواته بوقف التقدم نحو موسكو بعد وساطة رئيس بيلاروسيا، عاد التساؤل مجددًا بشأن بريغوجين، وكيف صعد إلى منزلة مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن كان سجينًا لعقد من الزمن.
وُلد بريغوجين في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًّا) عام 1961، أي بعد تسع سنوات من مولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تُوفي والده عندما كان صغيرًا، وعملت والدته في أحد مستشفيات المدينة. أُرسل الشاب بريغوجين إلى أكاديمية رياضية، حيث كانت الأنشطة اليومية غالبًا تشمل ساعات من التزلج عبر البلاد.
لم ينجح بريغوجين في أن يصبح رياضيًّا محترفًا، وبعد إنهاء دراسته، انخرط في مجموعة إجرامية تضم شبانًا صغارًا، وفقًا لوثائق قضائية صدرت عام 1981.
عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا، خلال نهاية حكم ليونيد بريجنيف للاتحاد السوفيتي، نفّذ أول سرقة واعتداء على امرأة، وكانت هذه واحدة من جرائم عدة نفذها بريغوجين ورفاقه في سانت بطرسبرغ على مدار أشهر، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، قبل إطلاق سراحه في عام 1990، وفي ذلك الوقت كان الاتحاد السوفيتي على وشك الانهيار.
كانت المدينة على شفا تحوّل كبير، يَعد الأذكياء أو المجرمين بثروات كبيرة. بدأ بريغوجين ببيع النقانق أو”الهوت دوغ”، وقال في مقابلة صحفية “كنا نحقق 1000 دولار شهريًّا، وهو مبلغ هائل بالعملة الروسية، حتى أن والدتي لم تكن تستطع عَدّه”.
لكن طموح بريغوجين كان أكبر بكثير من مشروع الوجبات السريعة، ولم يمضِ وقت طويل حتى امتلك حصة في سلسلة متاجر كبرى “سوبر ماركت” من خلال براعته في تكوين علاقات وصداقات مع أشخاص ذوي نفوذ، قبل أن يقرر في عام 1995 أن يفتتح مطعمًا مع شركائه في سلسلة المتاجر.
وركز بريغوجين على تسويق المطعم كأفضل مكان لتناول الطعام الفاخر في بطرسبرغ. ذاع صيت المطعم، وبدأ كبار نجوم الغناء ورجال الأعمال يتوافدون عليه، فضلًا عن سياسيين ومسؤولين منهم عمدة سانت بطرسبرغ (أناتولي سوبتشاك) الذي كان يأتي أحيانًا بصحبة نائبه فلاديمير بوتين.
ومع مرور الوقت، أصبح بوتين رئيسًا لروسيا. خلال السنوات الأولى من حكمه، كان بوتين يفضل لقاء كبار الشخصيات الأجنبية في بطرسبرغ مدينته الأم، ويدعوهم إلى مطعم بريغوجين، الذي كان موجودًا في خلفية الصور التي تجمع بوتين بضيوفه.
انهالت عقود توريد الطعام إلى المؤسسات الحكومية على بريغوجين من خلال شركة “كونكورد”، وهي شركة قابضة أسسها في التسعينيات.
تأسيس المجموعة المسلحة
ولاحت لبريغوجين فرصة جديدة، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014 وما تلا ذلك من تدخل عسكري في شرقي أوكرانيا، إذ كان بوتين ينفي مرارًا مشاركة القوات الروسية النظامية في كلتا المنطقتين، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس المجموعات المسلحة الخاصة التي التقطها بريغوجين وأسس “فاغنر”.
وبدأت وزارة الدفاع الروسية التعاون والتنسيق معه، ومنحته قطعة أرض في مدينة “مولكينو” في جنوبي روسيا، حيث أنشأ قاعدة لتدريب وتجهيز المقاتلين، تحت غطاء مخيم للأطفال.
التدخل في سوريا
في نهاية عام 2015، قرر بوتين التدخل عسكريًّا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، ووقتها حصل بريغوجين على عقود لتوريد الغذاء والإمدادات للقوات الروسية، والأهم من ذلك أرسل قوات مجموعة “فاغنر” إلى سوريا.
وهناك، أثبتت “فاغنر” نفسها كقوة قتالية قوية، حيث اضطلعت المجموعة بدور بارز في التدخل الروسي، وإن لم يُعترف به رسميًّا. كان مقاتلو “فاغنر” في سوريا خارج نطاق القانون، واتُّهموا بارتكاب العديد من جرائم الحرب.
اتسع نطاق أنشطة بريغوجين في ما لا يقل عن 10 دول في إفريقيا، حيث قدّم خدمات أمن وتدريب على الأسلحة، وحصل على حقوق تنقيب ومشروعات عدة. وعندما حاول ثلاثة صحفيين روس في عام 2018 التحقق من أنشطة بريغوجين أثناء سفرهم إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، تم اغتيالهم في كمين نُصب بمهارة وتنسيق كبيرين.
إلى أوكرانيا
ومع شن بوتين العملية العسكرية الموسعة على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كُشف النقاب أخيرًا عن “فاغنر”، وأعلن بريغوجين أنه أسس المجموعة في سبتمبر/أيلول عام 2014.
جاء إعلان بريغوجين عقب تسريب مقطع مصور له داخل أحد السجون، وهو يحاول إقناع سجناء بالانضمام إلى المجموعة والقتال في أوكرانيا في مقابل عفو عام ومكافآت سخية.
حيث ادعى ميخائيل بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن “فاغنر” استقدمت أكثر من 38 ألف سجين في الأشهر الأخيرة.
المصدر : مواقع بريطانية + وكالات
مشاهدة 514
|