ZNA- أربيل
استفاد فلاديمير بوتين على مدى الأعوام من أنشطة مجموعة "فاغنر" في عدد من مناطق العالم كما في غزوه المستمر لأوكرانيا، لكن التمرد الذي أعلنه قائد المجموعة، يفغيني بريغوجين، قبل أن يوقفه يضع الرئيس الروسي أمام تحد وضغوط.
ويرى محللون أن العلاقة بين قائد فاغنر والكرملين لن تكون كما كانت في السابق بعدما اختار بريغوجين تحدي قيادة بوتين والضغط عليه.
وعلى مدى السنوات الماضية، خدمت المجموعة مصالح موسكو في أفريقيا وسوريا وشرق أوكرانيا، لكن التمرد الذي أعلنه قائد المجموعة قبل أن يتراجع عنه بات يثير مخاوف من تنامي دورها.
إزاحة قائد الدفاع أم بوتين نفسه
وزاد بريغوجين في الآونة الأخيرة من انتقاداته اللاذعة للقيادة العسكرية ووجهها بشكل مباشر إلى وزير الدفاع سيرغي شويغو، أحد الأصدقاء الشخصيين المعدودين لبوتين في النخبة الروسية.
ويرجح ريتشارد وايتز ، محلل سياسي وعسكري بمعهد هدسون الأميركي، أن يكون التمرد الذي أعلنه قائد فاغنر هدفه الضغط على الرئيس الروسي ليزيح القادة الذين لا يرغب فيهم، مثل وزير الدفاع.
ويضيف وايتز أن بريغوجين قد يكون هدفه من الضغط أيضا إظهار غضبه من كيفية التعامل مع "الفوضى" الحالية.
ويقول المحلل الأميركي في حديث لموقع "الحرة" إن هدفه قد يكون الضغط أيضا على الرئيس الروسي من أجل الحصول على الموارد والمعدات التي يطلبها و لكي يعامل مقاتليه بشكل أفضل وباحترام.
وتوقع المحلل أن تكون هناك عواقب على قائد المجموعة جراء الخطوة التي قام بها.
يذكر أن الكرملين أعلن، السبت، أن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية سيغادر إلى بيلاروسيا وأن الدعوى الجنائية المرفوعة ضده سيتم إسقاطها.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال إفادة صحفية: "سيتم إسقاط الدعوى الجنائية المرفوعة ضده"، وتابع أن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في "التمرد المسلح" لن تتم مقاضاتهم، مضيفا "لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة".
الخبير الأمني المصري، سمير راغب، يرى أن التمرد ليس بهدف الضغط على بوتين، لأن "الرئيس الروسي بتكوينه لا يقبل الضغط" بحسب تعبيره، بل الهدف هو الإطاحة ببوتين.
ويقول راغب إن الترويج من قبل قائد المجموعة للتخلص من وزير الدفاع وقائد الأركان هو في حد ذاته "كسر لبوتين"، "وتشويه صورة القيصر الذي لا يقهر".
ولفت المراقبون، السبت، إلى أن بوتين لم يذكر في كلمته إلى الأمة اسم بريغوجين، وهو تكتيك اعتمده في السابق أثناء التحدث عن ألد خصومه، مثل المعارض الموقوف، أليكسي نافالني، وفق تحليل من وكالة فرنس برس.
ويشرح راغب في حديثه أن بوتين في حال لبى طلب بريغوجين، فلن يكون ذلك الطلب الأخير لقائد فاغنر الذي سيواصل تقديم المطالب إلى حين الوصول إلى المطالبة برحيل بوتين نفسه، مشيرا إلى أنه عبر عن ذلك بعد خطاب بوتين بأن "روسيا تحتاج إلى رئيس"، وهذا تحول كبير، بحسب تعبيره.
ويرى الخبير أنه ليست هناك مصلحة كبرى لبريغوجين في التخلص من وزير الدفاع، لكن ما يقوم به يهدف إلى تحريك الدولة العميقة والبداية المطالبة بتغيير وزير الدفاع، ويرفض بوتين "فيخلق بذلك شدا وجذبا داخل الدولة العميقة"، بحسب تعبيره.
ويرى الخبير الأمني أن بريغوجين أصبح طموحه أكبر من "طباخ الرئيس" أو رئيس مرتزقة".
وقالت أستاذة العلوم السياسية، آنا كولان ليبيديف، لوكالة فرنس برس، إن "هذا الوضع غير المسبوق يؤكد للنخب أن زمن الاستقرار انتهى، وأن الدولة التي اعتقدنا أنها قوية، لديها عيوب. كرسي الحكم اليوم هو أكثر اهتزازا بقليل مما كان عليه بالأمس".
ضغوط على الاقتصاد الروسي
ومن المرجح أن تؤدي المواجهة مع مجموعة فاغنر شبه العسكرية إلى تآكل الثقة في حكومة بوتين وزيادة الضغط على الاقتصاد المنهك بالفعل بسبب العقوبات الغربية، حسبما قال إريك ميرسون، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في مجموعة سي.إي.بي، لصيحفة "وول ستريت جورنال".
وقال ميرسون. "حتى لو أن هذه محاولة انقلاب فاشلة، من الواضح أنه سيكون هناك ضعف للنظام الروسي وهذا من شأنه أن يضع علاوة مخاطر كبيرة على الأصول الروسية".
وأعلن بريغوجين بصورة مفاجئة مساء السبت أن قواته التي بدأت الزحف إلى موسكو، مساء الجمعة، إثر تمردها على القيادة العسكرية، "تعود أدراجها" إلى قواعدها حقنا للدماء الروسية.
وقال بريغوجين في تسجيل صوتي بثه مكتبه: "نحن سعداء للغاية، لأننا تمكنا حتى الآن من تجنب إراقة الدماء. لقد انطلقنا، في 23 يونيو، في مسيرة من أجل العدالة. وفي يوم واحد وصلنا إلى بعد 200 كلم من موسكو".
مشاهدة 397
|