اربیل (zna) لا تزال "المسموطة" الأكلة المُفضّلة لدى سكان محافظة البصرة أقصى جنوبي العراق في الأعياد، إذ تعد إحدى أبرز العادات الاجتماعية المتوارثة منذ أجيال عدّة، فيما يُعتقد أن وصفة "المسموطة" ترجع إلى العهود الأولى من حضارة ما بين النهرين القديمة في منطقة الأهوار جنوبي البلاد.
ويعد السمك وجبة غذائية رئيسة على الموائد العراقية، بينما يمثل السمك المجفف أو ما يُسمى شعبياً بـ"المسموطة" الوجبة الأولى في عيد الفطر لدى أهالي الجنوب، إذ يعتقد البعض أن السبب هو التعويض عن الأملاح المفقودة خلال شهر من الصيام.
وتحظى هذه الأكلة التقليدية باهتمام البصريين على مدار السنة، ويزداد الإقبال عليها في الأعياد، رغم التطور والأكلات الحديثة التي دخلت إلى المطبخ العراقي منذ سنوات عديدة.
ويقول صاحب أحد المطاعم المشهورة بتقديم طبق "المسموطة" في شط العرب بمحافظة البصرة، منذر الكطراني، إن "أكلة المسموطة قديمة تعود إلى السومريين، حيث لم يكن هناك ثلاجات لحفظ السمك عند اصطياده، لذلك لجأوا إلى تمليحه ونشره تحت أشعة الشمس لمدة يومين إلى ثلاثة، حسب نوع السمك، وبعد أن يجف السمك يطبخونه".
طريقة التحضير
يوضح الكطراني، "بعد أن يجف السمك، يُغسّل ويوضع بالماء لمدة ساعة لإذابة الملح عنه، ومن ثم يُقطّع إلى أجزاء، ويُضاف عليه بصل ونومي بصرة، وفلفل حار، ومن البهارات الكركم فقط، وهناك من يُضيف عليه مطيّبات أخرى حسب الذوق".
ويتابع "وبعد عملية تقطيع السمك وإزالة الملح الزائد عنه، تبدأ عملية الحمس، حيث يوضع السمك على قلاية ويُضاف عليه الدهن والبصل والبهارات والفلفل، وبعد أن تفوح رائحة البهارات تسكب المياه عليه ويصبح أشبه بالتشريب، ويترك يغلي إلى حين استوائه ويصبح لحمه طرياً".
ولا تؤكل المسموطة في المنازل فحسب، بل يعد اجتماع الناس حول حساء "المسموطة" مناسبة اجتماعية وطقساً من طقوس العيد، حيث تجرى عليها العزائم، وتُقدّم مع الخبز الحار والطرشي والبصل والخضروات على صحون أو صواني، حسب عدد الأشخاص"، وفق الكطراني.
ويشير الكطراني إلى أن "أغلب الأسماك يمكن عملها مسموطة، وسابقا كنا نختص بالسمك الشلك الذي يعرف بـ(أبو عليوي)، لكن لقلّة الأسماك حالياً لجأنا إلى سمك البحر، وأحد أصنافه التي وجدناها هي سمكة (الضلعة)، وهذه قليلة الدهون، فعند تمليحها ونشرها على الشمس خلال يومين بأقصى حد نراها تيبست بشكل تام".
مشاهدة 1399
|