اربیل (zna) توصل فريق دولي من الباحثين بقيادة جامعة ييل (Yale University) الأميركية إلى أن استعادة الأنواع البرية لموائلها الطبيعية سوف تساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث إن الحيوانات البرية تعمل على التقاط الكربون الطبيعي، وتخزينه في مصارف الكربون للنظام البيئي وهي خزانات حيوية أو اصطناعية تقوم بتجميع ثاني أكسيد الكربون لفترة غير محددة.
وقال الباحثون إن أزمة المناخ وأزمة التنوع البيولوجي ليستا مسألتين منفصلتين، بل هما مترابطتان، ويجب إدراج استعادة أنواع الحياة البرية في نطاق الحلول المناخية القائمة على الطبيعة.
ونشرت الدراسة يوم 27 مارس/آذار الماضي بدورية "نيتشر كلايمت تيشنج" (Nature Climate Change)، وشارك في إعدادها 15 عالما من ثماني دول.
فحص الفريق العلمي الدولي 9 أنواع من الحيوانات البرية شملت الذئاب الرمادية (غيتي)
التنوع البيولوجي والمناخ
وحسب ما جاء في الدراسة، فحص الفريق العلمي الدولي 9 أنواع من الحيوانات البرية وهي: الأسماك البحرية، والحيتان، وأسماك القرش، والذئاب الرمادية، وثعالب البحر، وثيران المسك، وفيلة الغابات الأفريقية، وثور البيسون الأميركي.
وأظهرت بيانات الدراسة أن حماية الحيوانات البرية والحفاظ عليها من الانقراض، أو عودتها الى بيئتها وموائلها الطبيعية، يمكن أن تسهم في امتصاص ما يقارب من 6.41 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهو ما يمثل نحو 95% من الكمية المطلوبة كل عام لتحقيق أهداف اتفاقية باريس لإزالة الكربون من الغلاف الجوي، وإبقاء الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية.
يقول رئيس الفريق العلمي أوزوالد شميتز، أستاذ البيئة في كلية ييل لعلوم البيئة، "يعتبر تفاعل مختلف أنواع الحيوانات البرية مع البيئة، بمثابة الحلقة المفقودة بين التنوع البيولوجي والمناخ، إذ إن هذا التفاعل يعني أن إعادة بناء وإصلاح البيئة وأنظمتها، يمكن أن يكون من بين أفضل الحلول المناخية القائمة على الطبيعة والمتاحة للبشرية".
الحيوانات تلعب دورا حاسما في التحكم في دورة الكربون في النظم البيئية الأرضية والمياه العذبة والبحرية (غيتي)
من ناحية أخرى، قال البيان الصحفي لجامعة ييل إن "نتائج هذه الدراسة أظهرت أن الحيوانات البرية تلعب دورا حاسما في التحكم في دورة الكربون في النظم البيئية الأرضية والمياه العذبة والبحرية، وذلك من خلال مجموعة واسعة من العمليات، بما في ذلك البحث عن الطعام وترسب المغذيات وترسب الكربون العضوي وتشتيت البذور وغيرها، حيث يؤثر وجود الحيوانات وغيابها على ديناميكيات امتصاص الكربون وتخزينه".
ووفقا للدراسة، فإنه من دون الحفاظ على الحياة البرية في جميع أنحاء العالم، يمكن أن تتحول المناطق التي تتعرض فيها الحيوانات للخطر إلى درجة الانقراض، وذلك يمكن أن يقلب النظم البيئية التي تعيش فيها من أحواض لخزن الكربون إلى مصادر لانبعاث الكربون، كما حدث على مدار الـ50 عاما الماضية، التي شهدت انخفاضا في عدد الحيوانات البرية في العالم بنسبة 70% تقريبا، وتزامن أيضا مع تغييرات المناخ التي شهدها كوكب الأرض.
من ناحية أخرى، لاحظ مؤلفو الدراسة أن أنواعا أخرى في جميع أنحاء العالم تشمل الجاموس الأفريقي، ووحيد القرن الأبيض، والبوما، والدنغو، ورئيسيات العالم القديم والجديد، وأبقار البوق، وخفافيش الفاكهة، وأختام الميناء والرمادية، والسلاحف ضخمة الرأس والسلاحف الخضراء، لديها أيضا إمكانات عالية للمساعدة في التخفيف من تغير المناخ.
توسيع الحلول المناخية لتشمل الحيوانات يمكن أن يساعد في تقصير الأفق الزمني لامتصاص الكربون (غيتي)
توسيع الحلول المناخية
ووفقا لما جاء في الدراسة، فإن الحلول الطبيعية للمناخ أو تلك المستمدة من الطبيعة أصبحت أساسية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، مع خلق فرصة إضافية لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضافت الدراسة أن توسيع الحلول المناخية لتشمل الحيوانات يمكن أن يساعد في تقصير الأفق الزمني الذي يتم خلاله سحب 500 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، خاصة إذا تم استغلال الفرص الحالية لحماية مجموعات الأنواع واستعادتها بسرعة وعدم المساس الوظيفي بالبيئات الطبيعية والبحرية، كما يؤدي تجاهل الحيوانات إلى ضياع الفرص لتعزيز النطاق والمدى المكاني ونطاق النظم البيئية التي يمكن إدراجها للمساعدة في الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة المناخ في حدود 1.5 درجة مئوية.
مشاهدة 646
|