غرة اذار الحالي، كتبت استذكارا لشيء عن معنى من معاني وفاة والد امتنا المعاصرة الملا مصطفى البارزاني، وقلت ان اذار هو شهرنا، وان ايامه بها ذكرى نعيد احيائها بأخذ عبرة، فنحن قد تعلمنا من قائدنا ان لا نكرر التاريخ، بل نضعه مؤنة مفسرة للحدث بعقلية لا تطيف بها اوهام، ولا تقبل نزوعا لخيال العاجزين، الذين اذا قادوا كانوا خرابا واذا جرت قيادتهم كانوا خانعين.
موزعة ايام اذار بين قتلنا و حياتنا و اغتيالانا وميلادنا وانطلاقتنا.
اول يوم به هو يوم سكن قلب مصطفى البارزاني عن الخفقان، كنا نعيش سنوات ثورة گولان، التي تفجرت بعد التأمر على ثورة ايلول و اتفاقية أذار.
الثوار فقط، والقلوب الحية بنبض الانعتاق يدركان فقط المعنى الحقيقي لفقد البارزاني سيما وهو يقود ثورة شعبه الذي لجأ الالوف منه بعيدا عن بطش النظام السابق، و اندفع بيشمركة حزبنا الديمقراطي الكردستاني ليتسلق كتوف الجبال بكردستان لأدامة الثورة.
وهج و طهر البارزاني عوض كل نقص و سد كل حاجة في عملنا ونحن نواجه نظاما يمتلك كل شيء الا شرعية مواجهتنا اخلاقيا وقانونيا.
في خامس ايام اذار تحركت جماهير شعبنا في انتفاضة سنة 1991، والانفاضة تلك، هي حفيدة ثورة ايلول وبنت ثورة كولان، وكلهم من عائلة النضال الكردي القومي و الوطني الذي تعود شرعية انتسابه للملا مصطفى البارزاني قائدا ثائرا و من حوله نخب من شعبه الكبير كل بسلاحه يدافع و يطلق رصاصة، بندقية و كلمة و حرفا على سبورة، ودواء بمشفى، وخبزا من قرية، و صوتا بمذياع.
في سابع ايامه تحررت مدينة الشيخ محمود الحفيد، مدينة السليمانية العزيزة، مدينة التضحية و الفداء التي بها و منها خرجت الوف الكوادر قبلا و الان و مستقبلا وهي تحمل للبارزاني المحبة و تسير على دربه.
في يومه الحادي عشر نستذكر اتفاقية سنة 1970، وهو مفصل سياسي وقانوني ضخم في تاريخ امتنا، وما كان ليكون لولا نضال البارزاني و حنكته التي اضطرت نظاما مثل النظام العراقي وقتذاك ان يجنح لسلم ثم خانوا المواثيق، وتقيدنا بوعدنا وصنّا العهود.
عين يوم الحادي عشر هو ذكرى تحرير مدينة اربيل- هه ولير، عاصمة اقليم كردستان التي صارت بقيادة حزبنا و من بعد اتعابه القومية و الوطنية و بوعي اهلها الكرام، مدينة تختصر معنى التحول للمعاصرة و الحفاظ على الاصالة.
ميلاد البارزاني
في الرابع عشر من اذار تحل ذكرى ميلاد الملا مصطفى البارزاني، و هو عين يوم تحرير مدينة دهوك.
ميلاد البارزاني: هو حدث خليق دوما بالاحياء و التعمق في ادامة تغذية الاجيال بشخص معدن النضال الذي تجسد في الملا مصطفى، فمع كل التبدلات التي هي من طبيعة الحياة، الا ان الوقاية من مرض النكوص والعودة لصيغة من صيغ واقع ما قبل ثورة ايلول لا يكون الا بالتعرف الحق على البارزاني، فذلك كفيل بالتحصل على مناعة لمن يتجه للتحرر ان يقتدي و يحتج بمصطفى البارزاني.
في مثل يوم ميلاده و في سنة الانتفاضة، تحررت دهوك، مدينة برأس جغرافيا اقليم كردستان، وفيها احتضن اهلها ابناء حزبنا من البيشمركة، مثلها مثل باقي مدن كردستان خلال الانتفاضة وايام العمل النضالي، ومثلها و باقي مدن و قرى كردستان كان لها سهمها من التضحيات والكوادر والمواقف الشعبية.
يجي السادس عشر من اذار بذكرى دامية خانقة، ذكرى قصف حلبجة التي استشهدت بغاز سام يسمونه العسكر استعارة (العتاد الخاص)، في استكمالا لمسلسل الحنث بيمين السلطة، السلطة التي حادت كثيرا عن جادة الصواب، فهي تبيع اراضي العراق ومياهه و ترهن مقدارت شعوبه، ثم تستكمل الجريمة بقتل رعاياها خنقا.
الحادي والعشرون منه هو ذكرى نوروز وذكرى تحرير كركوك مدينة التعايش الكردستانية.
اما نوروز فعيد قومي اصله نحن و سبب الخلاص من الظلم وفاعله اجدادنا.
واما كركوك، فهي مدينة نحرص على سلامة و استباب التعايش الحقيقي فيها مثلما نحرس على جذرها وساقها واغصانها الكردستانية، وهي و مثيلاتها شواهد على بطيء التحرك نحو تغير كبير في عقل السلطة، و دليل على معنى و تأثير الدعاية المغرضة والمكذوبة التي تنتهجها سلطة اي سلطة لا لعلاج الخطأ بخطأ بل لجعل الباطل حقا والحق باطلا.
هذا هو اذارنا، اذار الذي كلما جاء اضفنا تفسيرا للتاريخ محايدا نعمل به حتى لا نكون ممن يعيد الحدث فينفصل عن الواقع والنتائج.
دليلنا هو: انظروا لكردستان كيف كانت و كيف صارت، وكل خير اصابها فهو شيء بسيط مما احتازه الملا مصطفى البارزاني لرفعة شعبه.
{ مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني.
الزمان
مشاهدة 1072
|