نحن- بلا فخر- حزب له قيادة ذكية، ومروءتها حاضرة، وتكاد تكون القيادة الأبرز ان لم تكن الوحيدة التي تراجع المواقف المفصلية لتزداد تمكنا من الثقة بأتخاذ القرار و تحمل نتائجه، هذا شيء من ارث مصطفى البارزاني وليس كل إرثه، ذلك ان البارزاني فهم السيستم واعدّ له عدّة فجرت الإمكانات داخل الفرد الكردستاني وحولت مسار الصراع إلى مقاومة، وعندما تنبثق مقاومة مثل مقاومة شعب كردستان، فحري ان يكون الحكم على النظام انه غير خليق بمهمة قيادة دولة.
المقارنة تطول بين أشكال النظام العراقي قديما حتى و ان انحصرا بين الملكية و الجمهورية، فالعلة تكمن في التفاصيل، ومن التفاصيل التي يطول ذكرها التفاوت في المنجزات بين أنظمة (2003-1921) و ايضا سيستم ما بعد 2003، وهو ايضا يجيئه يوم ليقال عنه بحياد ماعليه وهو كثير و ما له و هو قليل.
انطوت في الثالث عشر من هذا الشهر صفحة مرحلة و اسماء، كان قسم منها يتصارع وفق مبادئ لا خجل منها و قسم آخر افتعل أزمة بعد أزمة و استخدم القصف منتهكا القانون الوطني الذي يجرّم هذه الأفعال بعقوبة الإعدام، وبدأت الأسطر الأولى من صفحة ما يقال انها غادرت الانسداد و هذا ما نرجوه.. لكن الرجاء بلا خطوات ناجزة و جدية، بأتجاه تصحيح السيستم ستكون اشبه بصفحة تعيد نفس الخطأ في الصفحة التي قبلها والأقدم فالأقدم!.
لن أدخل في تفاصيل الانسداد، و لا بالمفتعلات لزيادته، ولكني اسأل بكل تجرد و بلسان المواطن، المواطن الذي يبحث عن مواطنة في بلده و ظل نظام: أكان الانسداد بسبب الجفاف في البصرة و ديالى، أكان الانسداد طبيعيا و مفتعلا لغاية رفع شريحة ازدادت فقرا، أم لحفظ الدم و المال العراقي؟
هذه الأسئلة و غيرها ليست انفصاما عن الواقع، بل هي الأسئلة التي لابد من إجابتها فيما يخص مسؤولية السلطة تجاه رعاياها لا ان تذهب في دروب شتى لتغطي على الخطيئة و الخطأ بتغريدات و صور فوتوغرافية و مقاطع ڤيديوية تظهرها في فيء وادِِ و رعاياها في واد غير ذي زرع. ليست التصريحات و الضجيج الذي انطلق و امتد من قبل الانتخابات المبكرة و استمر، الا انعكاسا مؤسفا لخارطة في العقل الذي يستأثر بالقرار و لا يعي انه بتكرار ازماته الثقيلة على الأرض العراقية إنما يعترف بهزال السيستم.
اما استذكاري لأرث البارزاني في البدء فسببه ان من إرثه جهود و دعوات السيد الرئيس مسعود البارزاني لكل الأطراف بالتهدئة و ايضا دعوة رئيس الإقليم نيچيرڤان بارزاني للقوى العراقية ان تحط رحل قافلات صراعها بأربيل عل حمى النزاع تخف.
ليست القضية قضية مناصب، هكذا نرى نحن الأمر، و من رؤيتنا هذه، نتحرك بواقعية نحو تقديم من نعمل معه لتصحيح السيستم و تطويره.
لقد ادى بيت البارزاني دورا كبيرا جدا في مسيرة إصلاح النظام بمختلف مراحله، حتى في مراحل النضال المسلح، وقد استكملوا متطلبات هذه المرحلة الدقيقة من الإصلاح في واقع لازال مقلقا، و لازلنا بوجوده نحمل عدة البارزاني مصطفى للوفاء لمواطنتنا، ولا زالت سعة قلبنا كبيرة لا تضيق من تصريح او فعل من لم يصل بعد لوعي الواقع.
مشاهدة 1357
|