ZNA- أربيل لدى آلاف الإيرانيين العديد من الأسباب التي دفعتهم للخروج في الشوارع ضد قادة البلاد، من أهمها تردي الوضع الاقتصادي، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
ويشير التقرير إلى حالة الإيراني نادر (41 عاما)، موظف الإنشاءات الذي يعمل سائق تاكسي في المساء من أجل شراء الملابس والكتب المدرسية لابنه.
يقول نادر الذي اضطر للتخلي عن اللحوم الحمراء والدجاج بسبب التضخم: "لا أستطيع مواكبة ارتفاع الأسعار".
وحالة نادر مماثلة لحالات عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين شاركوا في الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد الحكومة خلال الأسبوعين الماضيين.
وتقول نيويورك تايمز إن لدى "هؤلاء الكثير من المظالم للاختيار من بينها: ارتفاع الأسعار، وارتفاع معدلات البطالة، والفساد، والقمع السياسي، والقانون الذي يطالب النساء بارتداء ملابس محتشمة وتغطية شعرهن".
وأثارت المظلمة الأخيرة الاضطرابات بعد وفاة الشابة، مهسا أميني، في عهدة شرطة "الأخلاق" التي اعتقلتها بسبب "ملابسها غير المناسبة" ما أدى إلى اندلاع احتجاجات جماهيرية في 80 مدينة على الأقل في جميع أنحاء البلاد.
وتقول الصحيفة إن "الحالة المؤسفة للاقتصاد الإيراني كانت واحدة من الأسباب الرئيسية التي دفعت الإيرانيين إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، وإن "اليأس الاقتصادي أحد العوامل التي وحدت معارضي الحكومة وأنصارها".
ويقول التقرير إن "الإيرانيبن الذين أمضوا السنوات العديدة الماضية في اقتطاع اللحوم من ميزانياتهم، والبحث عن عمل، وتأخير الزواج والأطفال، غاضبون من قادتهم الذين يرون أنهم مسؤولون عن سوء إدارة الاقتصاد".
فالكثير من أبناء الطبقة العاملة يقعون تحت خط الفقر، والإيجارات ارتفعت عدة مرات، والعلامات التجارية الأجنبية تتلاشى من المتاجر أو أصبحت باهظة الثمن، والريال خسر الكثير من قيمته.
ولا يستطيع الشباب الإيراني المتعلم العثور على وظائف تتناسب مع درجاتهم العلمية، مثل أمير (24 عاما) خريج الهندسة المعمارية الذي يبيع الملابس في مركز تسوق بطهران.
وقال أمير للصحيفة إن معظم زملائه من كلية الهندسة يعملون في المتاجر أو سائقي أجرة. وأضاف: "لمعظمنا، تبدو معالم الحياة الطبيعية وكأنها أحلام بعيدة المنال"، وربما يكون السبيل الوحيد للخروج هو مغادرة إيران.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن الغضب الشعبي بعد وفاة أميني تزامن مع المظاهرات التي كانت مستمرة على نطاق أصغر ضد الحجاب الإجباري.
وبدأت السلطات في تطبيق إجراءات صارمة لتطبيق قوانين فرض غطاء الرأس في يوليو، وتم القبض على المتظاهرات والناشطات اللواتي تخلين عن الحجاب أثناء الحملة ضده.
وأثارت الناشطة سيبيده راشنو الجدل بعد أن قدمت اعتذارا علنيا لامرأة تم بثه على التلفزيون بعد مشادة معها داخل حافلة لرفضها ارتداء الحجاب.
وقال ناشطون إنه يبدو أنها أجبرت على تقديم هذا الاعتذار.
كانت العديد من النساء في ذلك الوقت قد نظمن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على قانون الحجاب الحكومي.
وشاركت بعضهن صورا ومقاطع فيديو لأنفسهن دون ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
قالت الناشطة الحقوقية الإيرانية، شيرين عبادي إن الاحتجاجات بإيران، اندلعت في أكثر من 100 مدينة وموقع وتشارك بها كافة أطياف الشعب الإيراني، مشيرة، اليوم الخميس، إلى أن المتظاهرين يرفضون بقاء الجمهورية الإسلامية بعد 40 عاما من الحكم السيء.
وأسفرت الاحتجاجات في إيران عن مقتل عشرات المتظاهرين واعتقال المئات وفرض قيود صارمة على الإنترنت.
وقال مسؤولون إن 41 شخصا، بينهم أفراد من الشرطة ومسلحون موالون للحكومة، لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات. وأعلنت منظمات إيرانية لحقوق الإنسان عن حصيلة قتلى أعلى، حسب رويترز.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة "الأخلاق" الإيرانية بسبب الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحملها المسؤولية عن وفاة مهسا أميني.
مشاهدة 1801
|