English | Kurdî | کوردی  
 
إيران تنتقم من إسرائيل بقصف كردستان العراق... جوان ديبو
2022-03-18 [05:06 AM]


منذ 2018 نفذت إسرائيل العشرات من الغارات ضد مواقع إيرانية مختلفة في سوريا وحوّلتها أثرا بعد عين. وقبل ذلك التاريخ بكثير، دكت الغارات الإسرائيلية العشرات من المواقع التابعة لحزب الله اللبناني الإيراني وبقية الميليشيات الشيعية التي تمولها طهران في سوريا، وحولتها إلى أنقاض.

 

وعقب كل غارة إسرائيلية تتوعد طهران بالرد في الوقت والمكان المناسبين. وبعد طول انتظار وترقب تبين أن المكان المناسب للانتقام الإيراني ضد إسرائيل هو كردستان العراق وأن النقطة التي انهمر عليها وابل من صواريخ نظام ولاية الفقيه الباليستية بتاريخ الثاني عشر من الشهر الجاري في أربيل هو “مركز استراتيجي إسرائيلي” وفق الأسطوانة الإيرانية المخادعة والمشروخة.

 

وحسب العديد من التقارير، فإن صواريخ عصابات “الحرس الثوري” الإيراني أصابت مساكن المواطنين الأبرياء ومقر قناة كردستان 24، بالإضافة إلى أجزاء بسيطة من القنصلية الأميركية في أربيل والتي هي في طور الإنشاء.

 

الجديد في الاعتداء الإيراني الأخير ضد إقليم كردستان هو قيام النظام الإيراني نفسه هذه المرة بتنفيذه ومن إيران بعد أن كان يعتمد حتى الماضي القريب على أذرعه في العراق في تنفيذ مثل هذه البلطجة. وهذا بدوره يشير إلى تبني إيران لاستراتيجية تصعيدية جديدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق. وما يشجع نظام الملالي في طهران على التمادي في هذا السلوك العدائي الصارخ ضد إقليم كردستان في هذا الوقت بالذات هي الحالة غير المسبوقة من الحيرة والإرباك التي تعيشها واشنطن منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا، لا بل منذ تولي جو بايدن الخامل لرئاسة الولايات المتحدة في 2020.

 

يمكن تصنيف المقاصد والمرامي الإيرانية وراء الهجوم الصاروخي الأخير وسلسلة الهجمات المنظمة الأخرى منذ 2017 ضد إقليم كردستان بواسطة البيادق والأدوات الإيرانية المحلية ضمن فئتين. الفئة الأولى تأتي في سياق التجاذب الإيراني – الأميركي حول الملف النووي الإيراني وما يستتبعه من احتكاكات واحتكاكات مضادة على الساحة العراقية وبشكل أقل حدة على الساحة السورية أملاً في تليين المواقف وما قد يترتب على ذلك من تنازلات مأمولة. الفئة الثانية، وهي الأهم، تندرج في عداد العداوة الممنهجة التي تبنتها إيران تجاه إقليم كردستان، وخاصة أربيل، في أعقاب استفتاء الاستقلال في سبتمبر 2017.

 

إقليم كردستان يبدو وحيداً في مواجهة هذه الغطرسة الإيرانية الآخذة في التمدد والاتساع خلال المرحلة المقبلة، إلا إذا استجد ما لم يكن في الحسبان

 

النظام الإيراني يعتبر إقليم كردستان عدواً وعضواً فاعلاً في المحور الأميركي. ولذلك يعكف نظام الملالي في طهران منذ استفتاء 2017، لا بل ومنذ 2003، تاريخ تحول إقليم كردستان إلى فيدرالية رسمية وفق الدستور العراقي، على إضعاف الإقليم وإحراجه. هذا النظام الذي لن يتوانى عن الاستمرار في هذا النهج العدواني المؤدلج والممنهج ضد الإقليم الذي أصبح واقعاً غير مرغوب فيه لا من قبل طهران ولا من قبل أنقرة.

 

ما يقوم به نظام طهران عملياً هو توجيه ضربات استباقية ضد الإقليم المجاور الذي يأبى أن يسير في ركب النظام الإيراني أو أن يصبح جزءاً من المحور الإيراني في المنطقة. وبالتالي يمكن اعتبار الضربات الإيرانية التي تلقاها الإقليم طوال السنوات الخمس الماضية، سواء بشكل مباشر من قبل طهران أو عن طريق الميليشيات العراقية التابعة لها، والتي من المرجّح أن تستمر وتتفاقم خلال الفترة المقبلة كعقاب إيراني للإقليم على عدم انصياعه للإملاءات والأجندات الإيرانية داخل العراق وخارجه. خاصة وأن الحزب الديمقراطي الكردستاني متحالف مع مقتدى الصدر، غير المحبذ إيرانيا، بصدد تشكيل حكومة عراقية ستأخذ على عاتقها مهمة الحد من النفوذ الإيراني المهيمن في العراق.

 

كذلك ترمي إيران من وراء استهدافها المتكرر للإقليم سواء بواسطة أذرعها المحلية أو بشكل مباشر، كما تجسد في الهجوم الأخير، إلى ثني قيادة الإقليم نهائياً عن فكرة الاستقلال. بعبارة أخرى، إيران وبالتنسيق مع تركيا تقوم بالتحضير لمرحلة لاحقة قوامها المزيد من العداء المكشوف ضد إقليم كردستان سياسياً وعسكرياً ولجم تطلعاته نحو الاستقلال والإيحاء للولايات المتحدة بأنها لن تكون بمأمن حتى في كردستان بما أن بمقدور طهران وبيادقها المحلية أن يطالا كل بقعة في العراق بما في ذلك الإقليم.

 

على هذا الأساس تقوم طهران منذ فترة بتجييش وتأليب حلفائها في بغداد ضد التطلعات الكردية وذلك بتعويم مقترح إعادة النظر في النظام الاتحادي الفيدرالي دستورياً. أيضاً تستبسل طهران من أجل دق إسفين في مسار التفاهمات التي تبرم بين بغداد وأربيل بين الحين والآخر كحصة الإقليم من الموازنة، وتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي والمتعلقة بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، والإدارة المشتركة لمدينة سنجار بعد الخروج المفترض لميليشيات الحشد الشعبي وعناصر حزب العمال الكردستاني منها.

 

كافة المؤشرات تشي بأن النظام الإيراني سيواظب على سلوكه العدواني تجاه إقليم كردستان العراق في قادم الوقت، خاصة وأن موازين القوى حتى هذه اللحظة تميل لصالحه عراقياً وإقليمياً بفضل الأذرع والبيادق السياسية والإعلامية والميليشياوية التي خلقها ويمولها في العراق وعموم المنطقة لتنفيذ أجنداته الطائفية وذلك بإشعال الفتن والقلاقل والتوترات الداخلية في البلدان التي تطالها أيادي تلك الأذرع والبيادق والأدوات. كذلك تستفيد طهران من التقاعس والخمول الأميركي والأوروبي الفاقع في الشرق الأوسط وغياب حلف عربي وشرق أوسطي متماسك من شأنه ردع طهران ووأد مخططاتها الجهنمية في العراق وإقليم كردستان وسائر المنطقة.

 

نظراً لجملة الأسباب والعوامل آنفة الذكر، فإن إقليم كردستان يبدو وحيداً في مواجهة هذه الغطرسة الإيرانية الآخذة في التمدد والاتساع خلال المرحلة المقبلة، إلا إذا استجد ما لم يكن في الحسبان.

 

 

العرب





مشاهدة 1138
 
 
معرض الفیدیو
أقوي رجل في العالم
لا تقتربوا من هذا الرجل العجوز
فيل صغير يصطاد العصافير
تصارع على الطعام
لاتضحك على احد لكي لا يضحكوا عليك
 
 

من نحن | ارشیف | اتصل بنا

جمیع الحقوق محفوظة وكالة أنباء زاگروس

Developed By: Omed Sherzad