اربيل (zna) يبدأ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، زيارة إلى الإمارات والسعودية "الشريكين الأساسيين" لتهدئة أسواق الطاقة العالمية بعد غزو أوكرانيا، ومساعدة الغرب على خفض اعتماده على المحروقات الروسية.
وسيلتقي جونسون في الإمارات ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، ثم سيجري محادثات مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على أمل إقناعهما بالانضمام إلى التحالف ضد روسيا وبزيادة الإنتاج النفطي لبلديهما.
لكن زيارة جونسون إلى السعودية تثير جدلا كبيرا في بريطانيا بسبب أداء المملكة في مجال حقوق الإنسان.
وفي مواجهة انتقادات من المدافعين عن حقوق الإنسان لزيارته إلى السعودية خصوصا بعد تنفيذ أحكام الإعدام في 81 شخصا، السبت، قال المتحدث باسم جونسون إن بريطانيا "تعارض بشدة عقوبة الإعدام في كل الظروف وفي كل البلدان"، بحسب ما نقلت فرانس برس,
وتشهد علاقات السعودية مع الغرب توترا بسبب عدد من قضايا حقوق الإنسان منها حرب اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول عام 2018.
وأعلنت السعودية، السبت، أنها أعدمت، في يوم واحد، 81 شخصا أدينوا بجرائم مختلفة مرتبطة "بالإرهاب" في إحدى أكثر دول العالم تنفيذا لهذه العقوبة، وهو عدد قياسي ليوم واحد ويتجاوز إجمالي حالات الإعدام التي شملت 69 شخصا في 2021.
وأكد المتحدث أن جونسون سيبحث في هذه الإعدامات مع ولي العهد، محمد بن سلمان.
وتابع: "نثير بشكل منهجي قضايا حقوق الإنسان مع دول أخرى بما في ذلك السعودية، وسنتطرق إلى إعدامات السبت مع الحكومة في الرياض".
وكانت مجموعة من النواب البريطانيين قد أعربوا عن قلقهم العميق بعد إعدام السعودية 81 رجلا، حيث وجه النائب كريسبين بلانت سؤالا عاجلا في مجلس العموم، قائلا فيه أن الحكم الأخير يمثل "أدنى مستوى جديد لحقوق الإنسان والعدالة الجنائية في المملكة".
وكذلك، دعا جوليان لويس، رئيس حزب المحافظين في لجنة المخابرات والأمن في مجلس العموم ، الحكومة إلى التأكد من أنها في سعيها لاستبدال الطاقة من روسيا بنفط من السعودية، فإنها لا تخلق "اعتمادا على نظام آخر غير موثوق به وأحيانا معادي".
وبالعودة إلى ملف الطاقة، اعتبر جونسون في بيان أن "الهجوم الوحشي وغير المبرر" على أوكرانيا ستكون له عواقب "تتجاوز حدود أوروبا"، مؤكدا أنه يريد بناء "تحالف دولي" لمواجهة هذا "الواقع الجديد".
وأضاف أن "العالم يجب أن يُفطم عن النفط والغاز الروسي" لحرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عائدات النفط والغاز.
وتابع رئيس الوزراء أن "السعودية والإمارات شريكان دوليان رئيسيان في هذا الجهد"، مؤكدا أنه سيعمل معهم لضمان الأمن الإقليمي ودعم جهود المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية على الأمد الطويل.
وكانت الدول الصناعية السبع الكبرى بما في ذلك المملكة المتحدة، دعت، الخميس، البلدان المنتجة للنفط والغاز إلى "زيادة شحناتها" لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
وقالت رئاسة الحكومة البريطانية إن المناقشات ستتركز على "الجهود المبذولة لتحسين أمن الطاقة والحد من تقلب أسعار الطاقة والغذاء التي تؤثر على الشركات والمستهلكين البريطانيين" الذين يواجهون أساسا ارتفاعا في تكاليف المعيشة.
كما ستتناول المحادثات "الاستقرار الإقليمي" في الشرق الأوسط، حسب رئاسة الحكومة البريطانية.
وفي مقال نُشر الثلاثاء في صحيفة "ديلي تلغراف" دعا بوريس جونسون الدول الغربية إلى خفض اعتمادها على المحروقات الروسية، مؤكدا أن السماح لفلاديمير بوتين "بالإفلات" بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014 وزيادة الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين كان "خطأ فادحا".
وعبر عن أسفه لأن بوتين "عندما أطلق أخيرا حربه الوحشية في أوكرانيا كان يعلم أن العالم سيجد صعوبة في معاقبته".
مشاهدة 1315
|