اربيل (zna) يتصاعد الغضب في باكستان حيث طالب المسؤولون بإجراء تحقيق مشترك مع الهند بعد إطلاقها أحد الصواريخ عن طريق الخطأ، الأسبوع الماضي، ليسقط في منطقة سكنية داخل باكستان المسلحة نوويا.
وقد شهدت باكستان والهند تاريخا من العلاقات المريرة منذ حصولهما على الاستقلال عن الحكم البريطاني عام 1947.
فبعد شهر من انسحاب بريطانيا من الهند، انقسمت شبه القارة الهندية بين جواهر لال نهرو، زعيم حزب المؤتمر وأول رئيس وزراء بعد استقلال الهند، ومحمد علي جناح، زعيم عصبة مسلمي الهند الذي أصبح حاكما عاما لباكستان.
كيف حدث ذلك؟
بينما كان نهرو معارضا لمبدأ تقسيم البلاد على أسس دينية، كان الخوف يتسرب إلى مسلمي الهند بشأن سعي الأغلبية الهندوسية لتهميشهم وسط إصرار جناح على حقهم في تأسيس دولتهم الخاصة.
وقد حسمت الانتخابات التي عقدت في شتاء 1945 – 1946 هذا الانقسام حينما حصدت عصبة المسلمين جميع المقاعد المخصصة لها ومعظم مقاعد المقاطعات في المجلس التشريعي المركزي فيما فاز المؤتمر بمعظم المقاعد العامة، ليفقد الحديث نيابة عن جميع سكان شبه القارة الهندية البريطانية آنذاك، بحسب دائرة المعارف البريطانية.
لحل هذه المعضلة، اقترحت بريطانيا خطة لتقسيم شبه القارة الهندية إلى ثلاث مقاطعات رئيسية:
الأولى تضم المقاطعات ذات الأغلبية الهندوسية في بومباي، ومدراس، وبيهار، وأوريسا، والمقاطعات الوسطى (المناطق التي شكلت الهند بعد الاستقلال).
الثانية تشمل المقاطعات ذات الأغلبية المسلمة في البنجاب والسند والحدود الشمالية الغربية وبلوشستان (باكستان).
الثالثة تشمل آسام ذات الأغلبية الهندوسية، والبنغال ذات الأغلبية المسلمة التي أصبحت عام 1971 دولة بنغلاديش.
أما منطقة كشمير ذات الغالبية المسلمة فكان لها حرية الاختيار بين الانضمام للهند أو باكستان. وقد اختار حاكمها آنذاك هاري سينغ الهند.
اختلفت الأطراف الهندية بشأن الخطة البريطانية، ونتج عن ذلك حرب أهلية دموية بين الهندوس والمسلمين أسفرت في النهاية عن قرار بريطاني بتسريع عملية الانسحاب، وأمر بترسيم الحدود بين الهند وباكستان تم تنفيذه في خمسة أسابيع.
أزمة كشمير
وبعد التقسيم، لم ينته العنف الطائفي بل ازدادت التوترات بين الدولتين، وكان من أبرز أسباب ذلك السيادة على ولاية كشمير.
تتنازع الهند وباكستان السيطرة على كشمير منذ الاستقلال عام 1947، والجارتان المسلحتان نوويا خاضتا اثنين من حروبهما الثلاث بسببها.
تنشر الهند نصف مليون عسكري على الأقل عند جانبها من الحدود، لمكافحة تمرد أودى بعشرات آلاف الأشخاص منذ 1989.
وتتهم نيودلهي باكستان بدعم المتمردين في كشمير وهو ما تنفيه إسلام آباد.
ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، تقاتل مجموعات متمردة القوات الهندية وتطالب باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان.
وشهد عام 1999 صراعا مريرا بين الهند وهذه المجموعات. وقبيل هذا العام كانت الهند وباكستان أعلنتا أنهما قوتان نوويتان.
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا منذ أن ألغت نيودلهي في أغسطس 2019 الحكم شبه الذاتي الذي كانت تتمتع به ووضعتها تحت وصايتها المباشرة. واعتقلت آلاف الأشخاص من بينهم قادة سياسيون ونشطاء في حملة أمنية واسعة.
والأسبوع الماضي، أطلقت الهند صاروخا على باكستان بطريق الخطأ، مشيرة إلى "عطل فني" خلال صيانة دورية للصاروخ. وقدمت نيودلي هذا التفسير بعد أن حذرت باكستان من "عواقب سيئة".
ويحذر خبراء عسكريون من خطر مثل هذه الحوادث أو إساءة التقدير من أي من الدولتين الجارتين اللتين خاضتا ثلاثة حروب إجمالا.
مشاهدة 1210
|