اربيل (zna) مع تزايد عدد الجرحى أو القتلى في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، تواجه موسكو اتهامات بأنها استخدمت أسلحة عنقودية وأسلحة فراغية، مما قد يعرض المدنيين لخطر متزايد، لا سيما عند استخدامها في المناطق السكنية، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وأفادت جماعات حقوقية دولية أن الذخائر العنقودية التي أطلقتها روسيا أصابت مدرسة للأطفال في شمال شرق أوكرانيا ومنطقة قريبة من مستشفى في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من منطقة دونيتسك الشرقية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين.
واستخدمت القوات الروسية، وفقا لأوكرانيا وجماعات حقوقية، الذخائر العنقودية في ضربات على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد ومركز القتال العنيف بين القوات الأوكرانية والروسية في الأيام الأخيرة.
وأفادت أجهزة الاسعاف الأوكرانية بمقتل عشرة أشخاص على الأقل في قصف روسي صباح الثلاثاء على مدينة خاركيف.
وقال خبيرا ذخائر عنقودية، لرويترز، بعد أن راجعا لقطات مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إن خاركيف، تعرضت لقصف بقنابل عنقودية متعددة.
ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، القصف الروسي على خاركيف، بأنه جريمة حرب، مشيرا إلى أن الدفاع عن العاصمة هو الأولوية القصوى.
وعندما سئُل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن مزاعم استخدام روسيا للذخائر العنقودية والقنابل الفراغية قال "أنباء كاذبة بلا شك". وأشار إلى أن العمليات الروسية تتركز على أهداف عسكرية لا مدنية.
واتهم السفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة روسيا أمس بمهاجمة الأوكرانيين بقنابل عنقودية وفراغية، وهي أسلحة نددت بها كثير من المنظمات الدولية.
ولم تنضم روسيا وأوكرانيا إلى اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008، التي وقعتها 108 دول. وتحظر المعاهدة استخدام وتخزين هذا النوع من المتفجرات التي تنثر الذخائر الصغيرة أو "القنابل الصغيرة".
بدورها، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، أنها اطلعت على تقارير تفيد بأن روسيا استخدمت ذخائر عنقودية وفراغية ضد مدنيين في أوكرانيا، لكنها لم تستطع تأكيد الروايات.
وأضاف بساكي، في مؤتمر صحفي، الاثنين الماضي: "إذا كان هذا صحيحا، فمن المحتمل أن يكون جريمة حرب".
بدوره، قال مسؤول دفاعي أميركي كبير، تحدث للصحيفة شرط عدم الكشف عن هويته، أن روسيا لديها أنظمة إطلاق في أوكرانيا "يمكن استخدامها لسلاح حراري (فراغي)"، لكن المسؤولين الأميركيين لم يتمكنوا من تأكيد وجود أو استخدام هذه الأسلحة نفسها في أوكرانيا.
ما هي الذخائر العنقودية والفراغية؟
الذخائر العنقودية ليست أسلحة دقيقة - فالصاروخ أو القنبلة أو القذيفة التي تطلقها تدور أثناء تحليقها، وتنثر القنابل الصغيرة التي تصيب منطقة واسعة بشكل عشوائي.
وتشتهر هذه الأسلحة بنثر قنابل صغيرة غير منفجرة يمكن أن تنفجر إذا تم الاحتكاك بها، مما يجعلها خطرة على المدنيين، بمن فيهم الأطفال، حتى بعد انتهاء المعارك.
أما بالنسبة للذخائر الفراغية، فهي" أكثر دقة من أقوى القنابل التقليدية"، بحسب ما نقله التقرير عن دان واسربلي، رئيس أخبار الأميركتين في جينيس، وهي وكالة استخبارات دفاعية.
لكن الأسلحة الفراغية أصبحت سيئة السمعة لأنه "لا يمكنك الاختباء منها"، على حد قول واسربلي، وذلك لأن "الهباء الجوي الذي تطلقه يمكن أن يتسرب إلى الهياكل المغلقة، وهذا هو سبب استخدامها في كثير من الأحيان لاستهداف المواقع العسكرية في الأنفاق والتحصينات و المخابئ والكهوف".
وتابع واسربلي موضحا: "لنفترض أن لديك مدنيين يختبئون في الملجأ، هذا لا يحميهم من شيء كهذا، لأن الهباء الجوي يدخل القبو ويشتعل فيه النيران ويموت الجميع".
ما موقف قوانين الحرب من هذه الأسلحة؟
تم اعتماد معاهدة دولية تحظر الأسلحة العنقودية، وهي اتفاقية الذخائر العنقودية الموقعة في دبلن في عام 2008 ودخلت حيز التنفيذ عام 2010.
وتحظر المعاهدة أي استخدام أو إنتاج أو تخزين أو نقل للذخائر العنقودية وتلزم البلدان بتدمير أي ذخائر عنقودية في ترساناتها وتلتزم بتطهير الأراضي الملوثة، ولكن روسيا ليست طرفا بها.
وقال واسربلي إن الولايات المتحدة أبقت اسمها خارج المعاهدة إلى حد كبير لأن خطط الدفاع عن كوريا الجنوبية في حالة هجوم كوري شمالي تعتمد على الذخائر العنقودية. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة "حاولت إلى حد كبير أن تنأى بنفسها عنها".
أما بالنسبة للأسلحة الفراغية فهي ليست محظورة، لكنها تشكل خطرا كبيرا على المدنيين عند نشرها في المناطق السكنية، ويمكن أن يشكل الهجوم جريمة حرب لعدد من الأسباب.
مشاهدة 1324
|