ZNA- أربيل لم تكشف الحكومة العراقية حتى الآن عن المعلومات التي قالت إنها تمتلكها بشأن الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في 7 نوفمبر الماضي. والذي مثل تصعيدا خطيرا للتوتر الحاصل فعليا في البلاد، وكان سابقة لم تحصل طوال سنين الاضطرابات التي شهدها العراق.
ومع أن التوتر لم ينته حتى الآن، إلا أن الكتل المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، والتي تظاهرت في المنطقة الخضراء لأيام متهمة المفوضية بـ"تزوير النتائج"، تبدو أكثر قناعة الآن بانتهاج المسلك القانوني والإعلامي، بدلا من التظاهرات، أو حتى التصعيد المسلح.
وتقول وكالة رويترز إن ذلك قد يعود جزئيا إلى زيارة للقيادي في فيلق القدس، إسماعيل قاآني، والتي جاءت بعد الهجوم، التقى فيها بحسب الوكالة قياديين في فصائل مسلحة، ووجه لهم "اللوم" على الطريقة التي تعاملوا بها مع نتائج الانتخابات.
رويترز التي نقلت عن مسؤولين في الميليشيات العراقية، وسياسيين عراقيين مقربين من الميليشيات، ودبلوماسيين غربيين، لم تذكر إن كان "لوم" قاآني يعد تأكيدا للشائعات التي ربطت الهجوم بفصائل مسلحة قوية.
ويقول الصحفي العراقي، أحمد المسعودي، إن "توقيت الهجوم الذي جاء بعد الإعلان عن مقتل متظاهرين تابعين لجهات مسلحة في المنطقة الخضراء، يثير الكثير من أصابع الاتهام".
ويضيف المسعودي لموقع "الحرة" أنه "إن صحت معلومات رويترز، فهذا يضيف إلى القرائن التي تقول إن الميليشيات من الممكن أن تكون الجهة المتهمة بالهجوم، والأنباء التي قالت إن إيران لم تسمح به".
وبحسب الوكالة فإن قاآني كان "غاضبا" وقال إن "(تكتيكات) السياسة التي لا قيمة لها، تهدد قوة الأغلبية الشيعية الحاكمة في العراق".
وأضافت الوكالة أن القيادي في الحرس الثوري "وبخ الميليشيات، متهما إياها بالتعامل مع تداعيات الانتخابات بشكل سيء"، و"طلب من قائدي الميليشيا الذين كانوا معه السيطرة على أنصارهما ومسلحيهما"، بحسب مصادر رويترز.
وقالت رويترز إن قائدي الميليشيا هما هادي العامري، زعيم تحالف فتح وقائد ميليشيا "بدر" وقيس الخزعلي، زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق".
ولم يرد مكتبا العامري والخزعلي على ما ورد في التقرير، كما أنهما أدانا علنا الهجوم على منزل رئيس الوزراء.
ونقلت الوكالة عن مصادرها أيضا إن مسؤولا إيرانيا آخر كان حاضرا في الاجتماع سأل "هل تريدون حربا شيعية شيعية".
وشهدت الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى خسارة تحالف الفصائل العراقية لعشرات المقاعد، فوز التيار الصدري بأكثر عدد من المقاعد البرلمانية، مما يعني أنه سيكلف بتشكيل الحكومة وفقا للقانون العراقي.
ويعتبر التيار الصدري إلى حد كبير خارجا عن سيطرة إيران، كما أنه يعتبر منافس الفصائل المسلحة الشيعي الأقوى والأكثر تأثيرا.
ويقول المحلل السياسي العراقي، حسن خرسان، إن "الصدريين يعادلون القوى في البلاد، فهم الوحيدون الذين يجمعون بين القاعدة الشعبية الواسعة والمنظمة، والذراع المسلح القوي، والتنظيم السياسي، بالإضافة إلى النفوذ الديني لزعيمهم".
ويضيف خرسان لموقع "الحرة" أن "الصدر، زعيم التيار، بدأ يتصرف بالفعل على أنه سيشكل الحكومة المقبلة، حيث أجرى أخيرا زيارة تفتيشية لدائرة حكومية محلية في النجف، وتوعد بإقالة مسؤولي المحافظة إذا ثبت عليهم تهم الفساد، كما دعا المواطنين إلى تقديم ملفات الفساد له لمتابعتها، ومحاسبة الجهات الحكومية في حال لم تستجب لهذه الملفات".
هل تريد إيران الاستقرار للعراق؟
ويقول مصطفى ناصر، وهو مختص في الشأن الإيراني إن "هناك توجها في الداخل الايراني مرتبط إلى حد ما بسياقات المباحثات النووية التي تحاول طهران كسب بعض جولاتها أمام تنازلات جزئية في المنطقة".
مضيفا لموقع "الحرة" أن "هناك قناعة لدى الأطراف الإيرانية للتوجه لملء الفراغ الأميركي الذي قد يخلقه الانسحاب منا العراق"، "بالمقابل تشعر بعض خطوط إيران الدولية بخسارة فادحة في المنطقة جراء سياسات كانت آثارها عكسية على إيران وأدواتها سواء في العراق أو لبنان او الخليج".
مع هذا، يقول ناصر إن "التحركات العملية نحو التهدئة في العراق لا تزال غير ملموسة، وربما تكون هناك فعلا ما يجري وراء الكواليس للدفع نحو عراق أكثر استقرارا، لكن نتائج هذه التحركات غير واضحة حتى الآن، خاصة تجاه تقويض المخاطر التي انتجتها الفصائل المسلحة طيلة السنوات الماضية والتي تؤكد المؤشرات والمعطيات وجود تمرد لدى بعض الفصائل العراقية على بعض القرارات الإيرانية".
ويذهب المحلل السياسي العراقي، روز حسين، إلى أن "موقف إيران الدولي الصعب، والمشاكل التي يعاني منها اقتصادها يجعل من عراق محترب أهليا، عالة أكثر مما هو معين لها في هذه الأوقات".
ويوضح حسين لموقع "الحرة" أن "الصادرات الإيرانية إلى العراق كبيرة وتمثل جزءا مهما من الاقتصاد الإيراني، كما أن نفوذ إيران على الحكومة في العراق قوي ومستقر، وهي تحتاج إلى ضمان سلامة الطريق بين حدودها والحدود السورية عبر الأراضي العراقية".
ويؤكد أن "أي تهديد لهذا كله، يعني أن إيران ستخسر هذه الفوائد كما أنها أيضا ستبدأ بدعم حلفائها في العراق في صراعات قد تطول، وقد تصبح مكلفة خاصة مع تعقيد الوضع الداخلي".
وتقول رويترز إن "التوترات بين الشيعة في العراق تأتي بمثابة إلهاء غير مرحب به لطهران في الوقت الذي تجري فيه محادثات غير مباشرة مع واشنطن حول إحياء الاتفاق النووي لعام 2015."
وتجري الأحزاب السياسية الرئيسية في العراق حاليا محادثات حول تشكيل ائتلاف، وهناك مؤشرات على أن الصدر يريد أن يستبعد الفصائل المدعومة من إيران من تحالف تشكيل الحكومة، فيما يجري التحالف المعروف بـ"الإطار التنسيقي" محاورات بشكل منفصل مع قادة سياسيين وعرقيين عراقيين من أطياف مختلفة.
وطرح الإطار التنسيقي مبادرة، الأربعاء، لتهدئة الأوضاع في العراق، مكونة من عدة فقرات، أهمها فقرة طالبت بـ"ضمان عدم التفرد في سن القوانين" و"ضمان أن يتم التوافق حول الرئاسات الثلاث".
مشاهدة 1453
|