English | Kurdî | کوردی  
 
"دموع" و"خسائر" في 6 ساعات.. ماذا حدث للعالم من دون فيسبوك؟
2021-10-05 [05:54 AM]

اربيل (ZNA)


في الساعات الست التي فقد العالم فيها الاتصال عبر فيسبوك وتطبيقاته الأشهر، ماسنجر، وإنستغرام، وتطبيق المراسلة واتساب، ماذا قلت؟ وكيف قضيت تلك الفترة الزمينة؟

من اللحظة الأولى لاكتشاف الناس تعطل هذه التطبيقات، كانت ردات الفعل متشابهة؟ تندر كثيرون ؟ وآخرون عبروا عن ملل عميق، لدرجة تطرح تساؤلا حول ما إذا كان البشر مستعدون للعيش من دون وسائل التواصل الاجتماعي؟ يبدو الأمر صعبا.

تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب توقفت نحو ست ساعات

"العالم توقف"

النسبة للعراقية لينا (18 عاما)، "العالم توقف"، هذا بالضبط شعورها في الساعات الست بدون فيسبوك وإنستغرام وواتساب، وأصبحت "تعيش في عالم غريب" بالنسبة إليها كما تصف لموقع "الحرة".

لا تقبل لينا أن تصف نفسها بـ "المدمنة" على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة إنستغرام، لكنها تقضي وقتا طويلا كل يوم، وهي تتصفح التطبيق "أفتح عيني على الإشعارات التي استقبلها من إنستغرام، وفيديوهاته هي آخر ما أراه قبل أن أنام".

وحتى في الأوقات التي يفترض أنها تمارس نشاطات أخرى، مثل تناول الطعام أو الدراسة أو حتى الجلوس مع العائلة، فإن "استراق النظر" إلى التطبيق والمنشورات هو علامة لازمة لسلوك لينا.

"لم أعرف ماذا أفعل بيومي، وبعد مرور الساعة الأولى من العطل شعرت بالضيق والعصبية، وتشاجرت مع أمي مرارا".

تقول لينا لموقع "الحرة" إنها "بكت" عندما عاد التطبيق إلى الخدمة.

ماذا يعني ما جرى مع لينا؟

وبالنسبة لعلماء النفس، فإن هذا التعلق يحمل "سمات مرضية"، كما تقول الدكتورة، مها السوداني، اختصاصية الأعصاب والعلاج من الإدمان في إحدى مستشفيات بغداد المختصة.

وتقول السوداني لموقع "الحرة" إن "الإدمان على مواقع التواصل حقيقي جدا، وهو مرض يصعب الخلاص منه، كما إنه يؤثر على حياة الناس بشكل خطر".

وتضيف السوداني "تعمل مواقع التواصل على نفس مراكز الدماغ التي تستقبل المعالجات المحفزة القوية، مثل الرياضة أو التدين أو التعصب".

وتشير إلى أن "الإفرازات التي يستقبلها الدماغ خلال تصفح مواقع التواصل مشابهة للإفرازات الهرمونية التي تفرزها غدد المقامرين – وإن بكميات أقل – أو التي تفرز بتحفيز المخدرات – بنسب أقل أيضا".

لكن هذه النسب، يضاف إليها "التحفيز السلوكي" المتمثل بعادة إمساك الهاتف في اليد، وطريقة تقليب المنشورات "تجعل من العادة ملتصقة بلاوعي الإنسان، مما يحفز لديه سلوكيات إدمانية".

وتؤكد السوداني أنه "يمكن للإنسان الإدمان على سلوكيات"، مثل المسبحة أو فرقعة الأصابع أو قضم الأظافر، وإذا اقترنت العادات السلوكية بمحفزات كيميائية يستقبلها الدماغ، "يصبح الإقلاع أصعب، وتظهر أعراض الانسحاب من الإدمان" في حال أجبر الشخص على ترك هذه السلوكيات.

"يصبح الشخص عاطفيا، متحفزا، وسهل الاستفزاز والغضب"، تؤكد السوداني.

بالنسبة للينا وأقرانها من الشباب حديثي العمر، فإن مرحلة التواصل الاجتماعي هي كل ما يعرفونه، وقد يكون من السهل بالنسبة إليهم عدم تخيل العالم بدون مواقع التواصل الاجتماعي.

"فترة استمتاع وراحة"

لكن آخرين، مثل أحمد الزبيدي (45 عاما)، عانوا أيضا بسبب انقطاع مواقع التواصل، وللسبب ذاته.

يقول الزبيدي لموقع "الحرة" إنه "كان من الصعب العودة مجددا لعالم ما قبل التواصل"، لكنه يعترف إنه "استمتع بفترة الراحة تلك، إذ يجعلك الفيسبوك عصبي المزاج أحيانا بسبب كل الآراء التي تقرأها كل يوم".

وجرى الانقطاع في خدمة فيسبوك "لأسباب تقنية" غير معروفة بدقة حتى الآن.

لكن توقيته يثير القلق، خاصة أنه أتى في وقت ترفع فيه لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية ضد الموقع بتهمة الاحتكار من خلال "الاستحواذ على إنستغرام وواتساب لضمان هيمنتها"، وأيضا في وقت يقوم صناع السياسات في الاتحاد الأوروبي بصياغة لوائح شاملة لشل سلطة الشركة، بحسب نيويورك تايمز.

انتقادات

ويتعرض فيسبوك لانتقادات منذ أسابيع بعد أن شاركت إحدى المبلغين عن المخالفات، فرانسيس هوغن، وثائق داخلية تشير، من بين أمور أخرى، إلى أن الشركة كانت تعرف أن Instagram يفاقم "مشاكل عدم الثقة بصورة الجسم لدى المراهقين"، وأن "لديها نظام عدالة من مستويين"، وقد أثار الكشف عن هذه المعلومات انتقادات من المنظمين والجمهور.

واستمع الكونغرس لهوغن، الثلاثاء، بعد يوم من "التوقف الكبير" كما أصبح يشار لتوقف فيسبوك عن العمل يوم الاثنين.

وكشفت هوغن، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، بشأن حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أن فيسبوك كان يعلم بخطر آلية عمله على الأطفال، مشيرة إلى 600 ألف حساب لأطفال على المنصة الشهيرة "يجب ألا تكون (موجودة)".

وطالبن مسؤولة المحتوى السابقة في فيسبوك الحكومة الأميركية باتخاذ إجراءات ضد الشركة من أجل إجبارها على التراجع عن سلوكها.

وأكدت الموظفة السابقة التي تركت عملها في مايو الماضي، أن فيسبوك بث معلومات خاطئة وروج للكراهية، مشيرة إلى تعرض الأطفال للتضليل بسببه.

وقد ركز الكثير من الانتقادات الأخيرة لفيسبوك على القرارات التي يتخذها قادة الشركة - أو يفشلون في اتخاذها - حول جني المال من منصاتها، بحسب تقرير الصحيفة، التي قالت إنه "نتيجة لحجم فيسبوك هي أن العديد من الأشخاص يتأثرون عندما تكون هناك هفوات تقنية مثل تلك التي تقول الشركة إنها كانت مسؤولة عن تعطيل يوم الاثنين".

وفيما يسود الجدل في الولايات المتحدة وأوروبا حول القرارات التي يمكن من خلالها "وضع لجام" لإمبراطورية فيسبوك وغيره من مواقع التواصل، فإن المستهلكين في الشرق الأوسط يبدون بلا حول وقوة أمام التغييرات التي تؤثر على حياتهم بشكل مباشر، أو حتى على مستقبلهم السياسي.

خسائر

يقول الشاب العراقي أحمد وهو مرشح في الانتخابات المقبلة إنه كان يخطط لإقامة بث مباشر يحضره أحد مشاهير الفيسبوك العراقيين من أجل جلب المرشحين، حينما حصل العطل.

وهذه الطريقة، بحسب أحمد، "شائعة للوصول إلى الناس" ومن ضمنهم ناخبو دائرته، لكن العطل "تسبب بضياع الموعد الذي كان يحضر له منذ أيام.

ودفع أحمد مبلغا من المال للشخصية المشهورة مقابل حضور واستضافة العرض الانتخابي، وإلقاء بعض النكات التي يشتهر بها، وأيضا، منح أحمد فرصة للتكلم أمام نحو 500 ألف متابع يمتلكهم هذا المشهور.

خسر المشهور (الذي لم يوافق على ذكر اسمه) المبلغ المالي الذي يقدر بـ750 دولارا مقابل عشر دقائق من البث، وهو يقول إنه يحقق تقريبا 2 – 7 ألف دولار في اليوم، خاصة في "المواسم" المزدحمة، ومنها موسم الانتخابات.

ومثل هذا المشهور، شعر محسن الصفار، وهو بائع إليكتروني يمتلك صفحة على فيسبوك لتسويق منتجاته بالقلق.

ويقول الصفار لموقع "الحرة" إنه استثمر نحو 150 ألف دولارا في المواد التي يبيعها في صفحته، وهو يحقق مبيعات يومية تقدر بـ5 آلاف دولار، لكن التوقف "جعل قلبه يخفق خوفا".

ولا يمتلك الصفار محلا تجاريا لبيع منتجاته "لا أريد دفع إيجار، وفواتير كهرباء، والتعرض لخطر السرقة، كل الناس تشتري عبر الإنترنت هذه الأيام"، وإذا توقف الانترنت فهذا يعني "إن كل شيء قد توقف"، كما يقول.

مليارات المستخدمين

انقطاع خدمات فيسبوك وإنستغرام وواتساب وفيسبوك مسنجر، "أثرت مليارات المستخدمين" بحسب "داون ديتيكتور".

وأكدت شركة فيسبوك التي تراجعت أسهمها بحوالى خمسة في المئة بسبب انقطاع الخدمة أنه "لا يوجد دليل على أن بيانات المستخدمين تعرضت للاختراق نتيجة لهذا العطل".

لكن رغم أنه استمر ساعات قليلة، كان تأثير العطل كبيرا، إذ تعد خدمات فيسبوك حيوية للعديد من الشركات في كل أنحاء العالم، وقد اشتكى مستخدمون من انقطاعهم عن مصادر رزقهم.

كذلك، تستخدم حسابات فيسبوك بشكل شائع لتسجيل الدخول إلى مواقع أخرى واجهت مشاكلات إضافية بسبب العطل الفني للشركة.

وفي الوقت نفسه، أفادت خدمات مراسلة فورية منافسة أنها استفادت من العطل الذي أدى إلى توقف واتساب ومسنجر.

تلغرام في ساعات

وانتقل تطبيق "تلغرام" من المرتبة السادسة والخمسين للتطبيقات المجانية الأكثر تحميلا في الولايات المتحدة إلى المرتبة الخامسة في غضون يوم واحد بحسب شركة "سنسر تاور" المتخصصة.

ومن التأثيرات اللافتة أيضا، قيام العديد من شركات تسجيل أسماء النطاقات بإدراج Facebook.com على أنه متاح للشراء.

وقال براين كريبس وهو خبير في الأمن السيبراني "لم يكن هناك أي سبب على الإطلاق للاعتقاد بأنه سيتم بيع Facebook.com نتيجة لذلك، لكن من الممتع التفكير في مليارات الدولارات التي يمكن أن تجلبها في السوق المفتوحة".

أرقام كبيرة

وتقول نيويورك تايمز إنه في جميع أنحاء العالم، استخدم 2.76 مليار شخص في المتوسط واحدا على الأقل من تطبيقات فيسبوك يوميا في شهر يونيو من هذا العام، وفقا لإحصاءات الشركة.

ويستخدم WhatsApp لإرسال أكثر من 100 مليار رسالة يوميا، وتم تنزيله ما يقرب من ستة مليارات مرة منذ أن اشتراه فيسبوك في عام 2014 ، وفقا لتقديرات شركة البيانات Sensor Tower.

حالات طوارئ

وينقل تقرير نيويورك تايمز حالات أكثر خطورة تسبب بها فقدان الاتصال عبر فيسبوك، منها حالات طوارئ لم تلبى، وحالات تعنيف لنساء في مناطق فقيرة لا توجد فيها خدمة هاتف، لكن الإنترنت، وغيرها في مناطق متفرقة من العالم.

وخسرت الشركة مبلغا يقدر بـ5-7 مليار دولار من قيمتها بسبب الانقطاع، كما انخفضت ملكية مؤسسها، مارك زوكربيرغ بمقدار 4 بالمئة بسببه.

وتسود مخاوف تقنية من أن الانقطاع أدى إلى خلل في نظام الحماية، مما قد يعرض بيانات ملايين المستخدمين للخطر.





مشاهدة 1624
 
 
معرض الفیدیو
أقوي رجل في العالم
لا تقتربوا من هذا الرجل العجوز
فيل صغير يصطاد العصافير
تصارع على الطعام
لاتضحك على احد لكي لا يضحكوا عليك
 
 

من نحن | ارشیف | اتصل بنا

جمیع الحقوق محفوظة وكالة أنباء زاگروس

Developed By: Omed Sherzad