English | Kurdî | کوردی  
 
ماكرون في كوردستان... طارق كاريزي
2021-09-05 [11:39 AM]


منذ ثلاثة عقود وفرنسا تتعامل من منطلق الصداقة مع كوردستان العراق. سيدة فرنسا الأولى آنذاك، الراحلة دانييل ميتران تحدت الكثير من الصعاب والمعوقات ووصلت الى عمق جبال كوردستان حيث فرّ شعب بملايينه العدة عام 1991 من بطش صدام وقمعه الدموي، محتميا بجباله المنيعة ومستنجدا المعونة من بلدان الجوار.

 

السيدة ميتران عقيلة الرئيس الفرنسي الاسبق فرانسوا ميتران التقت بالزعماء الكورد العراقيين قادمة من العاصمة الايرانية واطلعت ميدانيا وعن كثب على الواقع المأساوي لشعب مازال يدفع  ضريبة الحرّية باهضا دون ان يبلغها. ومنذ ذلك الحين بات قصر الاليزيه محطة دبلوماسية كبرى تستقبل الزعماء الكورد، خصوصا من جنوبي كوردستان، كرؤساء وقادة امة. ليس هذا فحسب بل ان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا اولاند قد زار كوردستان ثلاث مرّات ولم يتردد من زيارة اربيل حينما كان مسلحي تنظيم الدولة المتشدد على بعد عشرات الكيلومترات من المدينة.

 

الزيارة الاخيرة للرئيس الفرنسي الحالي امانويل ماكرون تأتي ضمن نطاق الانفتاح الفرنسي على قضية شعب كوردستان ونضاله التحرري العادل. وايضا تقديرا للحصاد الكوردي طيلة الازمات السياسية والامنية التي عصفت بالعراق وباتت كوردستان الملاذ الآمن للجميع، من دون ان ننسى ثقل البيشمركة وتصديهم الاسطوري لتنظيم داعش ضمن مجمل المعادلة السياسية، كل هذه العوامل شكلت اشراقة لصالح كوردستان ومنزلتها الدبلوماسية.

 

وبموازاة ذلك يبدو ان الفرنسيين هم الاكثر مقبولية في الشارع العراقي الذي تتقاسمه احاسيس السرور والمرارة في خلطة عجيبة ازاء الزلزال الذي اقتلع النظام الدكتاتوري وفتح صفحة جديدة في تأريخ البلد، من دون ان تتوضح ملامحه حتى الآن حيث يعيش العراق منذ زوال نظام صدام حالة من عدم الاستقرار السياسي والامني وتردي الواقع الخدمي وانهيار في البنية التحتية. الشارع العراقي الذي تتقاسمه امواج الاهواء والميول المتباينة بل وحتى المتعارضة مع بعض في العديد من مفاصله، يعاني التشرذم والتشظي حتى داخل الطيف الاثني الواحد، نعم هذا الشارع بكل اطيافه، لا ينظر للفرنسيين نظرته غير الوديّة للولايات المتحدة الامريكية بل وحتى المملكة المتحدة.

 

استنادا الى الحقيقتين السالفتين، فان الدبلوماسية الفرنسية ومبادراتها تلقى الترحاب عراقيا وهي مقبولة في العاصمتين العراقيتين بغداد واربيل. زيارة الرئيس الفرنسي لبغداد ومن بعدها الى اربيل، تأتي في سياق التفهم الفرنسي للواقع العراقي. ومن المؤكد يستطيع العراقيون التعويل على فرنسا باعتباره بلد مهم وصديق للعراقيين يمكن تطوير افق العلاقات معه بالشكل الذي يصب في صالح البلدين.





مشاهدة 1906
 
 
معرض الفیدیو
أقوي رجل في العالم
لا تقتربوا من هذا الرجل العجوز
فيل صغير يصطاد العصافير
تصارع على الطعام
لاتضحك على احد لكي لا يضحكوا عليك
 
 

من نحن | ارشیف | اتصل بنا

جمیع الحقوق محفوظة وكالة أنباء زاگروس

Developed By: Omed Sherzad