اربيل (zna) اعتبر موقع "آي بي إس" الاوروبي، ان تنظيم داعش لم ينتهِ حتى الآن، برغم أن الضعف أصابه في السنوات الماضية، وهو ما لا يزال ناشطا في مواقعه الاصلية خاصة في ما يسمى "مثلث الرعب" بين محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وصولا الى المناطق الصحراوية بين الانبار والحدود مع سوريا.
وبداية ذكّر تقرير الموقع الذي يتخذ من بروكسل مقرا له وقامت وكالة شفق نيوز بترجمته، بالهجوم الانتحاري الذي أوقع نحو مئة قتيل عشية عيد الاضحى في مدينة الصدر في تموز/يوليو الماضي، مشيرا إلى أن مراقبين اعتبروا ان الهجوم يمثل عودة مفاجئة لداعش الذي احتفى بهجومه في عبر وكالة انباء أعماق التابعة له، وخصصت مجلته الالكترونية "النبأ" افتتاحية لها في اليوم التالي حول هذا الهجوم، بالاضافة الى هجمات أخرى يعتقد ان أذرع داعش نفذتها في نيجيريا وسيناء وافغانستان واقليم كوردستان.
لكن التقرير الذي صدر تحت عنوان "هل ما زلنا نخاف من الدولة الاسلامية"، اعتبر أن التساؤل المطروح يتعلق بما اذا كان هجوم بغداد قد جاء كمفاجئة فعلا او كحالة استثنائية لا سياق لها، ام انه، ام انه كما يدعي داعش المتعطش للدماء، يعيد تنظيم وتكوين نفوذ جديدين.
لم يرحل داعش فعليا
وذكر التقرير أنه قبل اربع سنوات جرى سحق "خلافة" داعش في الموصل والرقة ولم تفقد معظم اراضيها في العراق وسوريا فحسب، بل انها خسرت ايضا غالبية قادتها، بمن فيهم أبو بكر البغدادي، مشيرا الى انه منذ ذلك الحين، لم تتحدث الصحافة الغربية والعربية كثيرا عن داعش، الا ان هذا لم يكن يعني أن التنظيم أصبح من التاريخ وان انصاره استسلموا للهزيمة.
وأوضح التقرير أن داعش "ظل نشطا في منطقته الاصلية في العراق، لا سيما في مثلث الرعب بين محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وكذلك في المناطق الصحراوية في الأنبار على الحدود العراقية - السورية".
وتابع ان الهجوم على مدينة الصدر لم يكن الأول منذ تفكيك "الخلافة". وذكر التقرير بمجموعة من الهجمات التي نسبت الى داعش في بغداد واربيل ومدينة الصدر، مضيفا انه "سيكون من الوهم الاعتقاد بان الجماعة الارهابية قد وصلت الى نهايتها"، بل انها قد تستعيد قوتها يوما ما.
واوضح التقرير انه بالنظر الى خبرتها طوال سنوات في الحركات "الجهادية"، فقد نجحت داعش على ما يبدو في اعادة لملمة نفسها والتكيف مع الضغوط فيما بعد هزيمتها العسكرية، ونصب قادة جددا له، مشيرا إلى وضع مشابه حصل في أفغانستان عندما تم طرد طالبان من السلطة وقتل قادتهم حتى تم إسقاط زعيم القاعدة اسامة بن لادن في العام 2011.
وبعدما اشار الى انه جرى اغتيال الارهابي ابو مصعب الزرقاوي في غارة اميركية العام 2006، وتم بالتالي إحباط محاولة لإعلان "دولة" من قبل تنظيم سابق لداعش في العام 2007 من خلال حملة الصحوات السنية التي بداها الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس، قال التقرير انه ما من شك في أن تنظيم داعش فقد الكثير من قوته وموارده في السنوات الأربع الماضية، ولم يعد قادرا على تهديد أمن العالم والمنطقة كما كان من قبل.
ولفت التقرير إلى انه يمكن الاستنتاج ان داعش اصبحت ضعيفة ليس فقط عسكريا، ولكن ايديولوجيا وفي حملتها الدعائية ايضا. إلا أنه حذر من أن التنظيم يمكنه استعادة قوته حيث يبذل جهودا عبر شبكته في مختلف القارات وخاصة في افريقيا واسيا.
وختم التقرير بالقول إن العامل الحاسم لقوة داعش لا يقتصر على ما إذا كان بإمكانه استعادة هياكله وشن هجمات أو عدد برامج مكافحة التطرف التي يتم إطلاقها لمواجهته، موضحا ان "الاكثر اهمية هو ان ندرك ما الذي يجعل تنظيم داعش جذابا وكيف أنه من الممكن دائما أن يعيد تجميع نفسه".
وتناول التقرير بشكل محدد كلمات اعتبرها مفتاحية للتوضيح مشيرا الى التهميش وعدم مشاركة اجزاء كبيرة من المجتمع، والمخاوف الوجودية والشعور بانعدام العدالة وعدم المساواة أمام القانون في العديد من البلدان حول العالم.
وتابع ان داعش في العراق يحاول اقامة خلايا جديدة واستعادة قوته ، ولكن من الصعب على الإرهابيين تجنيد مقاتلين جدد. وفي الوقت نفسه، لا تظهر أي تطورات سياسية يمكن ان توفر الأمن والحرية والمستقبل لأهل السنة في العراق، مشيرا الى ان الدولة العراقية تقدم القليل لمواطنيها، وهي تخضع بشكل متزايد للنفوذ الايراني وتسمح للميليشيات الموالية لايران بالعمل، وهو ما يتيح لجماعات مثل تنظيم داعش، بتقديم نفسه على أنه الوصي على المصالح السنية في العراق.
مشاهدة 1663
|