English | Kurdî | کوردی  
 
"أعيدوا الموتى للقبور".. مطالبات بوقف عرض 22 مومياء لملوك الفراعنة
2020-12-07 [01:28 AM]

اربيل (zna)


على مر العقود كانت المومياوات المصرية مصدرا للانبهار والفضول للسياح من حول العالم. في القرن الثاني عشر، كان الأوروبيون يأكلون المومياوات المصرية كدواء، بسبب احتواء هذه الجثث على مادة البيتومين المستخدمة في عملية التحنيط، والتي كانوا يعتقدون أنها كافية لعلاج الكثير من الأمراض، وبحلول القرن السادس عشر، كانت أجزاء منها متوافرة  على أرفف الصيدليات على شكل جثث مقطوعة إلى قطع أو مطحونة إلى مسحوق.

هذه الأشكال من تدنيس جثامين موتى مصر القدامى قد انتهت في العصر الحالي، لكن هناك ممارسة تتعلق بالمومياوات مازالت مثيرة للجدل الأخلاقي حتى اليوم، فمنذ افتتاح المتحف المصري في عام 1902، بدأت مصر في عرض آثارها، ومنها مومياوات الملوك.. وهذه الأيام تستعد مصر لنقل العديد من القطع الأثرية والمومياوات  إلى متحف القومي للحضارة بمدينة الفسطاط بمنطقة القاهرة القديمة، في موكب مهيب يحضره رئيس الجمهورية.

ومن المقرر أن تنقل مصر 22 مومياء لملوك الفراعنة، الذين ساهموا في صنع الحضارة المصرية، من المتحف المصري إلى متحف الحضارة، وهي العملية التي استقبلتها وسائل إعلام محلية باحتفاء بالموكب المنتظر لنقلها.

ويقول محمد الصعيدي، عضو المجلس الأعلى للآثار، في حديث إلى "الحرة" إن هذا الموكب الذي سيجوب شوارع القاهرة وميادينها في حدث نادر من نوعه، من المتوقع أن يلفت أنظار العالم إليها، فقد تم بالفعل تطوير كل مسار الموكب بداية من مقرهم الحالي بميدان التحرير الذي تزين مؤخرا بأحد المسلات الفرعونية و4 كباش وتمت إضاءة وترميم ورفع كفاءة كل المباني العريقة  التي تقع في مسار الزيارة بشكل متطور ". 

ويضيف: "سيساهم موكب نقل المومياوات بشكل كبير في وضع مصر علي الخريطة السياحية العالمية وفي المكانة التي تستحقها، بحضور هذا العدد الكبير من وسائل الإعلام المحلية والدولية"، مؤكدا أن افتتاح المتحف سيكون مصدرا جديد لجذب السياح الي مصر، خاصة وأنها ستعرض آخر الاكتشافات الحديثة لأول مرة". 

لكن هذه العملية التي تعول عليها مصر في جذب  السياح إلى مصر، تتعرض لانتقادات عديدة من علماء الآثار والباحثين. 

وعبر بسام الشماع، المؤرخ المصري وكاتب المصريات، عن رفضه لعرض مومياوات الفراعنة في المتاحف، مشيرا إلى أن هذه رفات تنتمي لبشر حتى لو أطلقنا عليها تاريخا او أثريا اسم مومياء.

وأضاف الشماع في تصريحات لموقع قناة "الحرة" أن هذه جثامين موتى لا يجوز عرضها من الناحية الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والدينية، ملفتا أن المصري القديم كان يرفض أن ينبش قبره، لهذا كان يحفر قبره على عمق مئات الأمتار.

تعارض حقوق الإنسان

وتساءل الشماع "أين الأخلاقيات وأين الاجتماعيات. وأين حقوق الإنسان في التعامل مع هذه الجثامين"، وقال "حقوق الإنسان لا تشمل الأحياء فقط بل الموتى أيضا"، وأشار إلى أنه من الناحية الدينية فإن الموضوع حرام من وجهة الكثير من علماء الأزهر، لأنه لا يجوز عرض جثمان أي شخص مهما كانت ديانته.

بدوره، قال عالم الآثار زياد مرسي، في تغريدة على موقع تويتر: " كعالم آثار وباحث ومصري، لا أقبل عرض رفات بشرية في أي متحف".

وأعاد مرسي نشر تغريدة لمتحف ألستر بمدينة بلفاست، عاصمة إيرلندا الشمالية، قال فيها المتحف " ربما تعلم، لدينا مومياء مصرية معروضة - لكن هل تعتقد أنه من المقبول عرض الرفات البشرية في مؤسسات مثل مؤسستنا في القرن الحادي والعشرين؟".

ولاقت التغريدة تفاعلا كبيرا بين زوار المتاحف الذين اتفق أغلبهم على أنه لم يعد من اللائق في القرن 21 أن يستمر انتهاك جثث الموتى بهذا الشكل، وأن مرور آلاف السنين على رحيلهم لا يعني أن حقوقهم تسقط بالتقادم. 

وقال مرسي في تصريحات لموقع قناة الحرة" إنه يعترض بشدة على ظهور الهياكل العظمية على التليفزيون، وإنه يميل للرأي الذي ينادي بعدم عرض المومياوات في المتاحف.

وأضاف أن هذا الموضوع يثير جدلا واسعا في مجال علم الآثار والمصريات، مشيراً إلى أن جامعة ساوثهامبتون ببريطانيا، التي درس فيها الماجستير، تمنع عرض صور للجماجم والهياكل العظمية. وأوضح أن الجامعة تقر ما يسمى بـ"قواعد السلوك" التي تمنع تصوير أي بقايا آدمية وعرضها على التليفزيون أو وسائل الإعلام. 

ومن المقرر أن يتحرك الموكب من ميدان التحرير باتجاه كورنيش النيل ومنه إلى متحف الحضارة في مشهد مهيب، وسيجوب الموكب عددا من شوارع القاهرة، قبل أن يصل إلى المتحف، ومن المتوقع أن يكون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في استقبالها في المتحف.

جثامين 

ويتكون الموكب من 22 مومياء، 18 ملك و4 ملكات، بمشاركة عجلات حربية على الطراز المصري القديم وستجرها الخيول وسط فرق الحرس الجمهوري مع إطلاق العيارات النارية والعروض العسكرية احتفالا بهم.

والـ22 مومياء هم لـ" سكنن رع - تحتمس الأول - أحمس نفرتاري - أمنحتب الأول - تحتمس الثاني - الملكة حتشبسوت - تحتمس الثالث - أمنحتب الثاني - تحتمس الرابع - امنحتب الثالث - رمسيس الثاني - مرنبتاح - سيتي الثاني - سبتاح - رمسيس الرابع - رمسيس الخامس - رمسيس التاسع - سيتي الأول".

من جانبه، أكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة، في تصريحات صحفية أن المتحف أنهى استعداداته لاستقبال موكب المومياوات الملكية، وأن المتحف، المقام على مساحة 33 فدان، ويعتمد على دمج الماضي بالحاضر بصورة مختلفة، حيث يصاحب كل مومياء صندوقها وبعض مقتنياتها بجانب توفير نوع من الجرافيكس الذي ينقل الزائر إلى أجواء تلك العصور.

وتسا: " هل توجد دولة في العالم تعرض جثامين ملوكهم أو أجدادهم في المتاحف. لا يوجد غير مصر"،  وأوضح الشماع، صاحب مبادرة "العودة إلى الأبدية"، المطالبة بعودة المومياوات إلى قبورها، أنه أثناء عمله مرشدا سياحيا شاهد العديد من السياح يرفضون دخول غرفة المومياوات لأنهم موتى وبعضهم كان يبكي من مشهد الجثامين.

الاكتفاء بالصور

كان الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، من أوائل الناس التي رفضوا عرض المومياوات في المتاحف للجمهور للحفاظ عليها، وكان يريد دفنها مرة أخرى في مقابرها، وقرر غلق غرفة المومياوات في المتحف المصري.

كما تلقى هذه الفكرة رفضا كبيرا في عدد من دول العالم، فقد تعرضت ألمانيا لانتقادات شديدة في 2007، بعد تنظيمها معرضا للمومياوات المختلفة، للحديث عن فن التحنيط حول العالم. 

وقال ديتريش فيلدونج، مدير المتحف المصري في برلين في تصريحات صحفية، إنه من الممكن وصف معرض مانهايم بشكل خاص على أنه "بورنو المومياوات"، وأضاف أن عرض الأجساد يعد تدخلا في الحقوق الشخصية التي لا تزال باقية حتى بعد مرور آلاف السنوات على وفاة الإنسان، طالب بإعادة هذه المومياوات إلى مصر لإعادة دفنها هناك، وفقا لقناة دوتيش فيله الألمانية.

وقال الشماع إن مصر تمتلك  كما هائلا من القطع الأثرية، وأنها لن تتضرر من وقف عرض 22 مومياء. في حين أضاف مرسي أنه يمكن الاكتفاء بعرض صور 3D أو رسوم توضيحية للأغراض التعليمية  وودراسة موضوع التحنيط دون عرض الجثث في المتاحف.



"تتفق مع العلم"

من جانبه، قال الصعيدي: "لا أظن أنه من الصحيح أن نعيد هذه المومياوات إلى قبورها، والأخلاق دائما تتفق مع العلم، ونحن نبحث عن تاريخ مصر وحضارتها القديمة التي أبهرت العالم في رحلة البحث بدأها الأجانب بسبب الولع والعشق للتاريخ القديم والحضارة ولكن كان لابد للايدي المصرية ان تشارك وتكتشف". 

وأضاف الصعيدي: "لابد أن يعلم الجميع أن هذه المومياوات تخضع للبحث والدراسة والوقوف علي الحقائق العلمية في تلك الحقبة. هناك بعض العلوم المساعدة التي تساعدنا في الحصول علي المعلومات الدقيقة، مثل إذا ما كانت عظام المتوفي بها كسور وتمت معالجتها في الفترة القديمة. كذلك يمكننا معرفه طول المتوفي، ومن خلال العظام والأسنان نتمكن من معرفة عمر المتوفي،  ونوعه إذا كان ذكرا او أنثي،  وتمكننا أيضا من معرفة أسباب الوفاة، والأهم إنها تعطي لنا نظرة ولو بسيطة عن الطريقه التي تم بها تحنيط المومياء وما هي المواد التي استخدمت أثناء التحنيط". 

وقال الصعيدي أن عرض المومياوات هو للتدليل على مستوى التقدم الذي وصلت إليه الحضارة المصرية في وقت سحيق بلا تكنولوجيا،  والتي مكنتهم من حفظ الموتى بهذا الشكل طوال هذه السنين، مما يثبت تقدمهم العلمي. 





مشاهدة 1993
 
 
معرض الفیدیو
أقوي رجل في العالم
لا تقتربوا من هذا الرجل العجوز
فيل صغير يصطاد العصافير
تصارع على الطعام
لاتضحك على احد لكي لا يضحكوا عليك
 
 

من نحن | ارشیف | اتصل بنا

جمیع الحقوق محفوظة وكالة أنباء زاگروس

Developed By: Omed Sherzad