اربيل (zna) بعد حوالى قرن من التحديات القانونية والسياسية، افتتح أول مسجد رسمي في العاصمة اليونانية أثينا، إلا أنّ أبوابه أقفلت بوجه المصلين بعد أٍسبوع واحد، بسبب موجة التفشي الثانية لجائحة فيروس كورونا، وإغلاق البلاد مجدداً.
ولم يكن لأثينا مكان عبادة مخصص للمسلمين منذ خروج القوات العثمانية منها عام 1833، وانطلق مشروع افتتاح مسجد عام 1890، لينتهي العام الجاري بعد اعتراضات على مدى سنوات من الكنيسة الأرثوذكسية والقوميين الذين يربطون الإسلام بالاحتلال الأجنبي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ويتسع المسجد لحوالى 350 من المصلين، إلا أنّه لم يستقبل إلا 13 شخصاً في صلاة الجمعة الأولى داخله، بسبب التدابير الوقائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، ما أسفر عن "حزن مضاعف" لمسلمين يعتبرون أنّ المبنى خال من المآذن ويقع قرب قاعدة بحرية في منطقة صناعية.
مسلمو المدينة ينتقدون خلو مبنى المسجد من المآذن
من جهته، أعرب إمام المسجد، محمد زكي (55 عاماً)، في حديث للصحيفة، عن فرحته بسبب افتتاح المسجد رغم قرار الإغلاق الجديد قائلاً "أخيراً، لدينا مسجد يمكن الصلاة فيه"، مضيفاً أنّ "حوالى 200 ألف مسلم من دول مثل باكستان وسوريا وبنغلاديش وأفغانستان يعيشون في أثينا، ولم يكن لديهم مكان للعبادة".
كما اعتبر الأمين العام لوزارة التعليم والشؤون الدينية، جورج كالانتزيس، أنّها "تجربة حساسة للغاية"، مشيراً إلى أنّ "الهدف كان جعل المسجد تحت سيطرة الدولة، ولا يمكن أن يصبح أرضاً خصبة للتطرف".
بدورها، رحّبت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، دنيا مياتوفيتش، بافتتاح المسجد، مؤكّدةً أنّ "هذه الخطوات تعكس احترام الأقليات الدينية وتحافظ على مجتمعات أكثر شمولية"، معتبرةً أنّه "هناك حاجة ماسة لبناء الجسور لأن التطرف والهجمات ضد حرية الفكر والضمير والدين آخذة في الارتفاع في أوروبا".
بينما انتقد رئيس جمعية المسلمين في اليونان، نعيم الغندور، صغر حجم المسجد وهندسته المعمارية، واصفاً الأمر بـ"الإهانة"، وقال "يبدو كمستودع أو كشك كبير الحجم"، لافتاً إلى أنّه "كتبت عبارة وزارة التعليم والشؤون الدينية على المبنى، كأنهم يقولون للمسلمين أنّ الدولة تسيطر على المسجد".
في المقابل، تراجعت حدة معارضة وجود المسجد، والذي قادها حزب الفجر الذهبي اليميني، بتنظيم احتجاجات في السنوات الأخيرة، لكن شعبيته تضاءلت بعد إدانة قادة الحزب، الشهر الماضي، في محاكمة جنائية تاريخية.
ومع ذلك، يسعى المحامي اليوناني، إيكاتريني بانتيليدو، التقدم بشكوى إلى محكمة العدل الأوروبية، لدلائل لديهم بأنّ آثار مسيحية قديمة موجودة تحت الموقع، وإن كنيسة هُدمت لاستيعاب المسجد، سائلين "هل باستطاعتنا بناء بارثينون (معبد إغريقي شهير) في مكة؟".
مشاهدة 2167
|