اتفاق سنجار بين الحكومة الاتحادية واقليم كوردستان جاء على اثر معاناة اهالي سنجار على ايادي الحشد الشعبي وقوات اخرى غير عراقية تابعة لايران منذ 2014 ، اذ أصبحت المنطقة منكوبة بكل معنى الكلمة الى يومنا هذا ، الا ان الاتفاقية اثارت حفيضة الحشد الشعبي الايراني واياديها الاخرى في المنطقة لان الاتفاق يلغي تواجدهم ويقطع عليهم الطريق لاتمام الهلال الايراني الممتد الى سوريا ولبنان ، وكذلك سينهي التدخل التركي ايضا عند انهاء المبررات فيها ، فضلا عن تحقيق تقارب وتفاهم وتعاون اكثر مما سبق مع اقليم كوردستان اي بداية جديدة لحل النزاعات فيما بينهم .
في الواقع الاتفاقية جاءت تحت رعاية دولية ،الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا مما يضمن للنازحين الشعور بالاطمئنان والاستقرار ،الامر الذي سيعزز أمن رجوعهم الى مناطقهم ، علما ان الاتفاق يعطي إدارة الملف الأمني في سنجار للحكومة العراقية بالتنسيق مع حكومة الإقليم ، وعلى أن تتولى محافظة نينوى الجانب الخدمي فيها ، بمعنى اخر ارجاع الامن والاستقرار والحياة المدنية للمنطقة ، ولكن الاحزاب الموالية لايران وبعض اهلي المنطقة الذين تمكن الحشد من كسبهم وإخضاعهم لأوامره تعمل جاهدة من اجل عدم تنفيذ هذا الاتفاق ،محاولين الضغط على الحكومة الاتحادية بشتى الطرق .
هنا ارى بأن على اطراف الاتفاقية القيام بتنفيذها دون هوادة ودون انجرار وراء حجج واهية غير شرعية وغير مقنعة ، وبخلاف ذلك سَيَصب الامر في مصالح الاجندة الاقليمية خاصة الايرانية وتفاقم النزاعات الداخلية .
مشاهدة 2587
|